تتحرك توقعات سعر الدولار الأيام القادمة في نطاق يميل للضعف النسبي، بعد قرار الفيدرالي الأميركي خفض الفائدة 0.25% إلى نطاق 3.50% و3.75%، مع الإشارة إلى احتمال الاكتفاء بخفض واحد إضافي فقط في 2026. هذا القرار الذي يوصف بأنه خفض حذر، جعل شهية الأسواق أقل تجاه الدولار مقارنة ببداية العام، ما يؤثر علىتوقعات سعر الدولار الأيام القادمة.تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات الرئيسية إلى قرب مستوى 99 نقاط تقريبًا، مقتربًا من أدنى مستوياته في أشهر عدة بعد إعلان الفائدة، ويعكس هذا التراجع، رهان المتعاملين على أنّ دورة التشديد النقدي انتهت، وأنّ الفيدرالي بات أقرب لمرحلة الترقب بدل الزيادات المتواصلة التي دعمت الدولار في 2022 و2023.عوامل تحركتوقعات سعر الدولار في الأيام القادمةترتبط توقعات سعر الدولار الأيام القادمة بثلاثة محركات رئيسية، أولًا مسار السياسة النقدية الأميركية بعد خفض ديسمبر وما إذا كانت البيانات القادمة في سوق العمل والتضخم ستدعم خفضًا إضافيًا أو تثبيتًا طويلًا. وثانيًا أداء الاقتصاد العالمي، الذي تشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى تباطؤه بشكل تدريجي مع نمو متوسط في الاقتصادات المتقدمة، وثالثًا شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، حيث يميل المستثمرون لبيع الدولار والانتقال إلى عملات وأسواق أخرى، عندما تنخفض حالة القلق وتتحسن التوقعات الاقتصادية.رؤية المؤسسات الدولية وبنوك الاستثمار لسعر الدولارتشير تقارير صندوق النقد الدولي حول آفاق الاقتصاد العالمي، إلى نمو متواضع في الولايات المتحدة مقارنة ببعض الاقتصادات الأخرى، ما يقلّل من جاذبية الاحتفاظ بالدولار وحده على المدى المتوسط. وفي الوقت نفسه تتوقع مؤسسات دولية، أن تبقى الفائدة الأميركية عند مستويات أقل من ذروة 2023، وهو ما يحدّ من الفارق في العوائد بين الدولار وبعض العملات الأخرى ويضغط على العملة الأميركية تدريجيًا.وترى بنوك استثمار كبرى، أنّ اتجاه الدولار خلال العام المقبل يميل إلى الضعف التدريجي أكثر من أيّ صعود قوي.وتشير ملخصات البنوك العالمية، إلى أنّ مؤشر الدولار قد يتحرك في نطاق هابط ببطء باتجاه مستويات أدنى بحلول نهاية 2026، إذا استمر الفيدرالي في سياسة خفض الفائدة المحدودة مع بقاء التضخم تحت السيطرة. هذه الصورة، تجعل أيّ صعود حاد في سعر الدولار فرصة لجني الأرباح، أكثر من كونه بداية موجة صعود جديدة طويلة.سيناريوهات توقعات سعر الدولار الأيام القادمةالسيناريو الأول ضعف إضافي محدود إذا استمرت العوائد على السندات الأميركية في التراجع واستقبلت الأسواق بيانات تضخم هادئة أو أضعف من المتوقع. في هذه الحالة قد يتجه المتعاملون لبيع الدولار لصالح اليورو والجنيه الإسترليني وبعض عملات السلع.السيناريو الثاني تذبذب عرضي إذا جاءت البيانات الاقتصادية متباينة فترات من القوة وأخرى من الضعف، ما يدفع الدولار للتحرك في نطاق ضيق دون اتجاه واضح مع كل بيان جديد.السيناريو الثالث تعافٍ موقت إذا صدرت بيانات أميركية قوية في الوظائف أو النمو تتعارض مع فكرة التباطؤ، قد يستعيد الدولار جزءًا من خسائره على المدى القصير، لكنّ البنوك العالمية ترى أنّ هذا التعافي قد يكون محدودًا طالما أنّ الفيدرالي لا يلوح بالعودة إلى رفع الفائدة.ما الذي يعنيه ذلك لأسعار العملات الأخرىضعف الدولار النسبي يفتح المجال أمام العملات الرئيسية الأخرى، لمزيد من الاستقرار أو التحسن التدريجي، خصوصًا إذا دعمتها سياسات نقدية أكثر حذرًا في أوروبا والمملكة المتحدة واليابان. وتستفيد بعض عملات الأسواق الناشئة من تراجع الضغوط التمويلية، عندما تنخفض الفائدة الأميركية ويخف الضغط على خدمة الديون الدولارية.(المشهد)۔

هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد