(CNN)-- عندما كان الملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين، المتهم بالاعتداء الجنسي، بحاجة إلى استشارة قانونية، أو مساعدة في الرد على الانتقادات الإعلامية، أو حتى مجرد دعم معنوي، كان غالبًا ما يلجأ إلى صديقة مقربة غير متوقعة - كاثي روملر، المحامية البارزة التي عملت مع رئيسين أمريكيين، وكانت في وقت من الأوقات من أبرز المرشحين لمنصب وزيرة العدل.مع الكشف عن آلاف الوثائق الجديدة المتعلقة بإبستين، دفع العديد من المقربين منه ثمنًا باهظًا لصداقتهم، حيث فقدوا وظائفهم المؤثرة وتحملوا ردود فعل شعبية عنيفة، ومع ذلك، احتفظت روملر، المستشارة السابقة للبيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، بمنصب مرموق كرئيسة للشؤون القانونية في بنك غولدمان ساكس.واستمر البنك في دعمها - حتى مع وجود رسائل بريد إلكتروني تُظهر أن إبستين كان يصفها بأنها "مدافعتي العظيمة" ويطلب مساعدتها في دحض التقارير التي تُفصّل اعتداءاته على فتيات قاصرات. وكشف تحقيق أجرته شبكة CNN KFile حول رسائل إبستين الإلكترونية وجداول سفره عن جوانب جديدة من علاقته بالمحامية النافذة، مُظهرًا أن علاقتهما تجاوزت مجرد الاستشارات المهنية لتصل إلى حد الصداقة.ومن بين العديد من الأسماء البارزة التي وردت في رسائل إبستين، تُعدّ روملر من أكثر الأسماء تكرارًا، حيث تبادلت معها أكثر من مئة رسالة على مدى سنوات. ويُشير جدول إبستين إلى أنه كان من المقرر أن يلتقي برومرل أكثر من خمسين مرة بين يوليو/تموز 2014 ومايو/أيار 2019، شملت لقاءات غداء وعشاء مع مشاهير، وبحثًا عن شقق، ومواعيد تجميل شخصية.ومنذ 2014، وهو العام الذي غادرت فيه روملر البيت الأبيض في عهد أوباما، بدا أن العلاقة بينهما وثيقة، إذ كتبت روملر لإبستين في إحدى رسائلها الإلكترونية: "سأكون هنا طوال الأسبوع، ربما تملّ مني".وفي بيانٍ لشبكة CNN، قالت روملر: "2014، لم أكن أعرف جيفري إبستين معرفةً وثيقة. كان تعليقي مجرد ردٍّ عابر على دعوته لحضور اجتماعاتٍ عديدة مع شركاء أعماله".وتظهر روملر، من خلال العديد من الرسائل، كصديقةٍ مقربةٍ ومدافعةٍ عن إبستين، بل وساعدته أحيانًا في إدارة صورته العامة بعد إدانته عام 2008 بتهمة استدراج قاصرٍ لممارسة الدعارة.ويسعى ورثة إبستين للحفاظ على سرية مئات الرسائل الإلكترونية الإضافية المتبادلة بين روملر وإبستين، بحجة أنها محميةٌ بموجب امتياز السرية بين المحامي وموكله. ويُظهر سجل الامتياز أن روملر استمرت في التواصل مع إبستين حتى يونيو 2019 على الأقل، مما يُشير إلى أنها كانت أكثر انخراطًا في شؤون إبستين القانونية مما كان معروفًا سابقًا.وفي عام 2023، صرّحت روملر لصحيفة وول ستريت جورنال: "أندم على معرفتي بجيفري إبستين".وفي بيانٍ لشبكة CNN، أشارت روملر إلى إبستين باعتباره "مصدرًا لإحالة العملاء" عندما كانت تعمل في مكتب المحاماة لاثام آند واتكينز، وأنها عرفته "بصفة مهنية" عندما كانت رئيسة فريق الدفاع عن رجال الأعمال في المكتب لكنها نفت تمثيلها له أو تقاضيها أي مقابل منه. وأرسلت CNN سلسلة من الأسئلة إلى روملر وغولدمان ساكس قبل النشر، وأجابت روملر على بعضها، لكنها امتنعت عن الإجابة المباشرة على البعض الآخر، بما في ذلك ما إذا كانت قد شاركت في صياغة بيان علاقات عامة لإبستين أو في مناقشات لمساعدته في الرد على استفسارات وسائل الإعلام حول إساءاته الجنسية.وقالت روملر في بيانها لشبكة CNN: "كنتُ واحدةً من عددٍ من المحامين الذين تواصل معهم إبستين بشكلٍ غير رسمي لطلب المشورة، ولم أكن على علمٍ بأي نشاطٍ غير قانوني جديد أو مستمر من جانبه"."هذا ما تقترحه كاثي"في إحدى رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين إبستين وروملر في يونيو/حزيران 2018، والتي نشرتها لجنة الرقابة بمجلس النواب، وصفت روملر التقارير المتعلقة باستغلال إبستين لفتياتٍ قاصرات بأنها "مجرد هراء مُعاد تدويره"، وأرسلت رسالةً لاحقةً اكتفت فيها بكلمة "يا للهول".وقالت روملر في بيانٍ لـ CNN إنها كانت تشير إلى المقال باعتباره هراءً، وليس إلى الادعاءات، وأضافت: "بدا لي المقال حينها وكأنه تجميعٌ لتقارير سابقة. كنتُ أشير بوضوح إلى التقارير، وليس إلى ادعاءات أيٍّ من الضحايا. أشعر بتعاطفٍ عميق مع أي شخصٍ وقع ضحيةً لإبستين، وكما قلتُ مرارًا، أشعر بالندم لمعرفتي به".وفي 2019، ومع إعادة وسائل الإعلام الرئيسية النظر في تاريخ إبستين الطويل في الاعتداء الجنسي على القاصرين، استشهد بنصيحتها مباشرةً. في رسالة نصية من ذلك العام، قال إبستين إن روملر ساعدته في صياغة بيان علاقات عامة ردًا على افتتاحية في صحيفة "واشنطن بوست" تدعو الكونغرس إلى التحقيق معه.وفي الساعة 4 صباحًا من يوم 7 مارس/ آذار 2019، أرسل إبستين مسودة بيان إلى جهة اتصال حجبها محققو مجلس النواب، واصفًا إياها بـ"اقتراح روملر"، وكتب: "هذا ما تقترحه كاثي أن نخبر به واكو"، مصححًا الخطأ المطبعي بعد ثوانٍ إلى "واشنطن بوست".والبيان - الذي قال إبستين إن روملر هي من قدمته - رفض مزاعم حصوله على "صفقة تفضيلية" في إدانته عام 2008، وزعم أن المدعين العامين لاحقوه بقسوة مفرطة.وجاء في البيان: "هذا النقد خاطئ ويعكس سوء فهم جوهري للحقائق التي بُنيت عليها قضية إبستين وكيفية ملاحقته قضائيًا من قبل السلطات المحلية والفيدرالية. فبدلًا من أن يحصل على صفقة تفضيلية، خضع إبستين لتحقيق فيدرالي مطول وشديد وغير مألوف، بتهم كانت في جوهرها جرائم محلية تتعلق بالتحرش الجنسي. وقد اعترف بمسؤوليته، وقضى فترة في السجن، ودفع تعويضات مالية كبيرة للضحايا".وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، نشرت هيئة تحرير صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحية بعنوان: "كيف أفلت جيفري إبستين من العقاب؟ على الكونغرس التحقيق في الأمر"، لكنها لم تتضمن أي تصريح من إبستين.زيُظهر سجل امتيازات تركة إبستين أن روملر راسلت إبستين عبر البريد الإلكتروني بشأن مقال صحيفة واشنطن بوست في يوم نشره في مارس 2019.وتشير مراسلات أخرى جرت قبل ذلك ببضعة أشهر، في ديسمبر/كانون الأول 2018، إلى أن روملر ربما شاركت أيضًا في مناقشات حول كيفية الرد على تحقيق أجرته صحيفة ميامي هيرالد عام 2018 بشأن استغلال إبستين لفتيات قاصرات. وفي سلسلة من الرسائل مع الصحفي مايكل وولف، أشار إبستين إلى شخص يُدعى "كاثي" أثناء دراسة إمكانية الرد على التقرير، وكتب: "اعتقدت كاثي أن المقال يُشاد به باعتباره صحافة استقصائية رائعة، فهل لدى فريق العلاقات العامة الذي اقترحته علاقات أفضل لنشر قصة تُبين سبب عدم كونه كذلك؟". ويبدو أن وولف قد أشار إلى روملر أيضًا، إذ ردّ بأن أي رد "يجب أن يكون مدروسًا بعناية"، مضيفًا: "بالتأكيد يمكنني المساهمة، وكاثي أيضًا".مع استمرار تداعيات ملفات إبستين، يواجه العديد ممن كُشف عن كونهم من المقربين له في شبكة نفوذه ردود فعل عنيفة. فقد جُرِّد أندرو ماونتباتن-ويندسور، المعروف سابقًا بالأمير أندرو، من ألقابه الملكية. وتنحى وزير الخزانة السابق ورئيس جامعة هارفارد، لاري سامرز، عن التدريس، ومُنِع مدى الحياة من عضوية جمعية اقتصادية مرموقة. لكن روملر تمكنت من البقاء بعيدة عن الأنظار.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من سي ان ان بالعربية
