"فرانز".. تفكيك "كافكا" سينمائيًا وإنسانيًا

"إذا كان المرء مهتمًا حقًا بالإنسان وبلا شعوره فعليه ألا يقرأ الكتب المدرسية بل فليقرأ "بلزاك"، وليقرأ "دوستويفسكي" وليقرأ "كافكا".. ففي تلك النصوص تتعلم شيئًا عن الإنسان أكثر بكثير مما تتعلم في الكتابات التحليلية النفسية؛ فيها يجد المرء غنى التبصر العميق فيما يمكن أن يفعله التحليل النفسي، ويجب أن يفعله فيما يتعلق بالأفراد".. بهذا الاستثناء وصف المفكر والمحلل النفسي الكبير إيريك فروم في كتابه "فن الإصغاء" هؤلاء الأدباء الذين تركوا علامة فارقة في تاريخ الأدب؛ وبنفس الاستثناء تناولت المخرجة "إجنيسكا هولاند" سيرة حياة "كافكا"؛ سردت هولاند حياة "كافكا" سردًا غير معتاد كثيرًا بعالم السينما؛ وكأنها تعلن ضمنيًا أن هذا الرجل المنفرد والمتفرد في عالم الأدب يجب ألا يعامل معاملة مستهلكة تقليدية.

قدم فيلم "فرانز" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؛ وهو فيلم كما سبق وأشرنا لا يحمل توقعاتك عن تناول سير المبدعين الكبار؛ تقنية السرد المستهلكة عن طريق حكي قصة هذا الرجل أو ذاك باستعراض مشوار حياته وعلاقاته بمن حوله من الميلاد وحتى الوفاة غير واردة هنا على الإطلاق؛ بدلتها ودغدغتها المخرجة بأسلوب آخر يدخلك عالم "كافكا" الغامض والملغز الذي لم ولن تستوعبه بل سيظل لغزًا عصيًا على الفهم؛ رجل حمل لغزه داخله عاش كأنه في حلم قصير وتعاملت المخرجة معه وكأنه جاء الدنيا كحلم قصير بتفكيكها لحياته وشخصيته وأعماق نفسه المؤرقة دائمًا؛ وبتذليلها لأساليب السرد السينمائي تحت أقدام "فرانز كافكا"!

أسلوب سينمائي يربكك ويدهشك تمامًا مثل صاحبه الذي شكّل غموضه علامة فارقة في أدبه بالكامل؛ هو شخصيًا يعاني كثيرًا من الارتباك في التعايش مع من حوله.. هذا الشعور الداخلي بالتمزق أربك بنية الفيلم بالكامل؛ فأنت لست أمام عمل سينمائي يسير بتتابع مشهدي تقليدي، بينما تتشظى المشاهد واللقطات في وحدات متفرقة ثم تتوحد معًا وراء بعضها البعض في مزج بديع يتدفق بين تقنية الحكي التسجيلي والروائي؛ فهو خليط ومزيج من الشكل التوثيقي والتسجيلي لحياة هذا الرجل وبين الدراما؛ ففي أثناء الحدث الدرامي يقتطع الممثل الحدث والمشهد مخاطبًا الكاميرا لتشرح أمه أو أخته تفاصيل عن شخصيته وعلاقتهما به؛ ثم ننتقل بنعومة شديدة إلى الحياة المعاصرة ونجد مجموعة من المرشدين السياحيين الذين يتجولون شارحين لزوار متحف يضم مجموعة من أشيائه ومخطوطاته ثم كيف خضع هذا الرجل إلى منطق الاستهلاك عندما يشير الفيلم بلمحة ساخرة أن هناك مطعمًا باسمه "برجر كافكا" وكأنه تم تسليع الثقافة اليوم وخضوعها لإيقاع الحياة الاستهلاكية تتداخل هذه المشاهد مع واقع "كافكا" في منزله الجديد الذي قرر فيه الاستقلال عن أهله حتى يحيا في هدوء وكأنه يطلع من عالمه الآخر على هذا الواقع المعاصر يراقبه ويتأمله عن بعد؛ هذا التعدد في الرؤية خلق حالة سينمائية مكتملة بين التناول البصري والفكري فلم تشأ المخرجة تقديم مجرد.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بوابة روزاليوسف

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بوابة روزاليوسف

منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 40 دقيقة
منذ 4 ساعات
منذ 40 دقيقة
منذ 40 دقيقة
مصراوي منذ 15 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 10 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 21 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ ساعة
موقع صدى البلد منذ 5 ساعات
موقع صدى البلد منذ 4 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 46 دقيقة
صحيفة اليوم السابع منذ ساعتين