يظلّ التاريخ الشفاهي أحد أهم الجسور التي تربط الإنسان بجذوره، وتُعيد صوغ العلاقة بين الماضي والحاضر في ظل تحوّلات اجتماعية وثقافية متسارعة تشهدها مجتمعات الخليج.
وبرغم الطابع البحثي للمؤتمرات والندوات، فإن جوهر القيمة الحقيقية يكمن في الرواية الحية، في صوت الراوي وحكايته، في تفاصيل العادات والذاكرة والممارسات اليومية التي لا تسجّلها الأوراق ولا تلتقطها الكاميرات، بل يحملها الإنسان نفسه بوصفه «الكنز الحي» الذي يختزن التاريخ ويُعيد بثّه عبر الزمن. وفي هذا الاستطلاع الذي يستند إلى آراء عدد من الباحثين والمختصين نقدم قراءة مركّزة حول موقع التاريخ الشفهي في حفظ الهوية وتعزيز الرابط بين الأجيال. ومن خلال آراء المشاركين، يتضح أن التاريخ الشفاهي ليس «عِلماً من الماضي» بل مشروعاً مستقبلياً، يهدف إلى حماية الهوية وتعزيز تماسك المجتمع في وجه التحولات السريعة. إنه عمل يعتمد على البحث والتحليل، لكنه يبدأ دائماً من الإنسان، من ذاكرته، من صوته، من تجربته، ومن رغبته في مشاركة الحكاية لمن يأتي بعده. وفي وقت تتسع فيه الفجوة بين الأجيال، ويزداد اعتماد الناس على التكنولوجيا والسرعة، يصبح التاريخ الشفاهي ملاذاً ضرورياً يعيد للإنسان صلته بماضيه، ويمنحه القدرة على فهم الحاضر ورسم المستقبل بثقة.
ويؤكد الباحث عبد العزيز سالم العميم، مدير تقنية المعلومات في الأرشيف والمكتبة الوطنية، أن حضور الأرشيف الوطني في المؤتمرات المتخصصة ليس مجرد مشاركة شكلية، وإنما هو امتداد طبيعي لمهمة الأرشيف في جمع المادة التاريخية وتقييمها وتوثيقها. لكنه يلفت إلى أن مصدر القيمة الحقيقية يكمن في الرواية التي يرويها الناس، وفي التفاصيل الصغيرة التي تحفظها الذاكرة.
ويضيف الباحث عبد العزيز العميم: «نحن نريد أن نسمع وأن نُعرّف الجمهور على تنظيم وتطوير أنظمتنا، لكن أساس العمل يبقى الروايات الحية التي يحملها الناس. التقنيات مهمة، لكنها لا تكفي، فهناك مواد قديمة وصور ووثائق تحتاج إلى معالجة وصبر ودقة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية





