غالباً ما ترتبط الحياة في المدن الكبرى بفرص العمل المتميزة والتنوع الثقافي، ولكنها تأتي أيضاً مصحوبة بتكاليف معيشة مرتفعة، تتجاوز بكثير التكاليف في المناطق الريفية. إن قياس جودة الحياة في أي مدينة لا يكتمل دون النظر إلى عامل القدرة على تحمل التكاليف (Affordability)، والذي يُعد مؤشراً حيوياً على رفاهية السكان. كشف استطلاع حديث شارك فيه آلاف من سكان المدن حول العالم أن الإحساس بعبء التكاليف اليومية، بدءاً من ثمن فنجان قهوة وصولاً إلى الخروج في سهرة ليلية، هو مقياس أدق لغلاء المدينة من مجرد أسعار الإيجارات. وفي بعض المراكز الحضرية، يشعر السكان أن مجرد الوجود خارج المنزل يستنزف مواردهم المالية بشكل كبير.
سيول وإسطنبول: التكاليف المتصاعدة في المدن الديناميكية
تُظهر النتائج أن مدناً حيوية وديناميكية مثل سيول في كوريا الجنوبية وإسطنبول في تركيا تتصدر قائمة المدن التي يشعر سكانها بثقل تكلفة المعيشة. بالنسبة لسيول، على الرغم من كونها مركزاً عالمياً للتكنولوجيا والثقافة، فإن السكان المحليين يشعرون بأن أسعار الخدمات والترفيه والحياة اليومية باتت تشكل تحدياً كبيراً. أما إسطنبول، التي تُمثل جسراً بين القارات ونقطة جذب سياحي رئيسية، فإن التكاليف فيها قد ارتفعت بشكل كبير، مما يؤثر على قدرة المواطنين على تلبية احتياجاتهم اليومية والترفيهية. هذا الارتفاع يُبرز التناقض بين الأهمية الاقتصادية والتاريخية للمدينة والضغط المالي الواقع على عاتق قاطنيها.
أوسلو وستوكهولم: المعيشة في العواصم الاسكندنافية
تُعرف العواصم الاسكندنافية، أوسلو في النرويج وستوكهولم في السويد، عالمياً بمستويات الرفاهية الاجتماعية العالية والرواتب الممتازة، لكنهما أيضاً من بين الأغلى عالمياً وفقاً لسكانها. يعكس هذا الشعور أن حتى مستويات الدخل المرتفعة قد لا تتناسب بالكامل مع الأسعار الباهظة للسلع والخدمات اليومية، وخاصة تكلفة الخروج لتناول الطعام أو قضاء الأوقات الترفيهية في المساء. يشير هذا التقييم إلى أن ارتفاع مستوى المعيشة بشكل عام يعني بالضرورة ارتفاع سقف الأسعار لكل شيء، مما يجعل الإنفاق اليومي عبئاً حتى على أصحاب الدخول المتوسطة والعالية.
كيوتو وأثينا:.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة البلاد البحرينية
