لا شيء يفسد صفو قيادة صباحية هادئة مثل ذلك الوميض البرتقالي الذي يشبه عيناً تستيقظ لتخبرك: هناك خطبٌ ما تحتك.
قد يكون الأمر مجرد نقص بسيط في ضغط الإطارات، وقد يكون بداية قصة أكثر تعقيداً وهنا يدخل نظام مراقبة ضغط الإطارات TPMS (Tire PressureMonitoring System) كحارس صامت لا يرفع صوته إلا عند الضرورة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في كل ورشة إطارات: هل يجب تغيير حساسات TPMS كلما غيّرت الإطارات؟
كورفيت ZR1X النادرة من شيفروليه.. تحفة أميركية في عيد الـ250
متى يكون الحساس مذنباً فعلاً؟
لطالما تعاملنا مع ضوء الـTPMS كأنه صديق مزاجي، فإذا أرضيته بضخّ قليل من الهواء عاد إلى سباته المعتاد. معظم السيارات تُطفئ المصباح بمجرد ضبط الضغط؛ ما يعني أن المشكلة في الغالب ليست من الحساس نفسه.
إذن، متى يكون الحساس هو الجاني؟
عندما يبقى الضوء مشتعلاً رغم أن ضغط الهواء مثالي.
هنا تبدأ مرحلة التحقيق: هل يحتاج النظام إلى إعادة تعلّم؟ هل يتطلب طراز السيارة أداة تفعيل خاصة؟ أو أنّ بطارية أحد الحساسات قالت كلمتها الأخيرة؟
الورشة المحترفة لا تخمّن، بل تفحص كل حساس بدقة: قوّة الإرسال، مستوى البطارية، وقراءة الضغط.
مجموعة من حساسات TPMS المباشرة الحديثة، تُظهر التصميم الخارجي للوحدة الإلكترونية والصمام المدمج المستخدم لقراءة ضغط الهواء داخل الإطار بدقة.
الحقيقة التي لا يعرفها كثيرون: "لا تغيّر ما يعمل"
الإجابة المباشرة لسؤالنا الكبير: لا، يجب ألّا نقوم بتغيير حساسات TPMS عند استبدال الإطارات إلا إذا كانت تالفة فعلاً. لا توجد مكاسب تقنية أو اقتصادية لاستبدال مجموعة سليمة. والأفضل دائماً هو استبدال الحساس المتضرّر فقط.
كيف يعمل النظام؟
بين المباشر الدقيق وغير المباشر المتواضع
TPMS المباشر: الطبيب الذي يقيس النبض من المصدر، الجيل الحديث من السيارات منذ 2007 بفضل قانون TREAD الأميركي يعتمد على حساسات مباشرة مثبتة داخل الإطار؛ إمّا في الصمام وإمّا على شريط داخلي. هذا النوع دقيق بشكل مذهل، لكن حساسيته العالية تجعله معرضاً للتلف أثناء فكّ وتركيب الإطارات، تماماً مثل جهاز طبي حساس يحتاج لطبيب يتعامل معه برفق.
TPMS غير المباشر: المحقق الذي يستنتج من السرعة، السيارات الأقدم تستخدم نظاماً غير مباشر يعتمد على قراءة سرعة العجلات من الـ ABS. إنه أرخص وأبسط، لكنه يشبه محاولة معرفة حرارة جسمك من لون وجهك فقط. قد يخطئ، وقد يتأثر بأي خلل في حساسات ABS، وقد يحتاج إلى إعادة ضبط بعد تدوير الإطارات.
لماذا يهمك الـTPMS؟
لأنه خط دفاعك الأول والأرخص أيضاً، كثيرون يعتقدون أن انخفاض الضغط ببضع PSI لا يستحق الاهتمام، لكنه في الحقيقة يغير شخصية السيارة بالكامل: يقلل فاعلية الفرملة يضعف التماسك على المنعطفات يزيد استهلاك الوقود ويرفع احتمال انفجار الإطار بنسبة كبيرة عندما تكون على طريق سريع بسرعة 120 كم/س، لا شيء أكثر رعباً من صوت انفجار مفاجئ تحتك. وهنا يتحول TPMS من قطعة تقنية إلى منقذ صامت.
تأثير Gemini على مستقبل Android Auto.. من التقنية إلى اقتصاد الطريق
متى تصبح الحسّاسات عبئاً ومتى تكون استثماراً؟
من منظور اقتصادي بحت، استبدال حساسات TPMS دون داعٍ يشبه استبدال هاتفك كلما غيّرت شريحة الاتصال.
سعر الحساس الواحد يتراوح بين 30 و80 دولاراً في أغلب السيارات. مجموعة كاملة قد تكلف من 220 إلى 325 دولاراً مع التركيب.
بينما تكلّف عملية "إعادة البرمجة" جزءاً بسيطاً جداً من هذا المبلغ.
القاعدة الذهبية في صيانة السيارات تقول:
استبدل ما تعطل، لا ما أدى وظيفته.
والحساسات ليست جزءاً استهلاكياً مثل الإطارات، عمرها قد يتجاوز 7 سنوات، وغالباً ما ينتهي عمر البطارية أولاً قبل أن يتلف الجسم نفسه.
من الناحية العملية والمالية، القرار الأكثر حكمة هو الفحص الدوري عند تغيير الإطارات، وليس الاستبدال التلقائي. وهذا ما يعتمده معظم الوكلاء والمراكز الكبرى لأنه يحقق معادلة الأمان مقابل التكلفة بأفضل صورة.
بين التقنية والسلامة القرار واضح
إذا كان نظام TPMS هو الأذن التي تنصت إلى حالة الإطارات، فإن تغيير الإطارات لا يعني أنّ الأذن بحاجة إلى الاستبدال. ما دام الحساس يعمل ويقرأ بدقة، فهو جزء من منظومة لا تحتاج إلّا إلى العناية لا إلى الاستبدال.
ووسط كل ما يحدث على الطرق من الحرارة العالية في منطقتنا إلى السرعات المرتفعة يبقى هذا النظام خط الدفاع المبكر الذي قد يمنحك ثوانيَ كافية لإنقاذ حياتك.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

