أوضحت د. أمل مختار، الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، خلال مشاركته في ورشة عمل ضمن فعاليات الندوة الدولية للأمانة العامة تحت عنوان «تحديات إنسانية معاصرة: دور الفتوى في مواجهة السيولة الأخلاقية وتعزيز الأمن الفكري»، أن دار الإفتاء تمتلك كنزًا معرفيًّا ضخمًا يتمثل في الكمِّ الهائل من الفتاوى المصرية والعالمية المتراكمة عبر السنوات، بما يسمح بالاستفادة منه علميًّا وبحثيًّا في الدراسات الاجتماعية والفكرية، خاصة تلك المرتبطة بتحولات المجتمع وأسئلته الراهنة.
وأكدت أن قضايا الهوية، وعلى رأسها العلاقة بين الرجل والمرأة، تُعد من أكثر القضايا حساسية وتعقيدًا في الخطاب الديني، مشيرة إلى أن فتاوى المرأة تمثل محورًا اجتماعيًّا بالغ الأهمية، وتُستغل بشكل مباشر من قِبل تنظيمات الإرهاب والتطرف، التي تقدم قراءات مشوهة لمكانة المرأة وحقوقها، مستشهدة بما تطرحه حركات مثل «طالبان» من جدل حول أحقية المرأة في التعليم، وهو ما يكشف عن العمق المجتمعي الكبير لهذه القضايا وتأثيرها المباشر على الاستقرار الفكري والاجتماعي.
وأوضحت أن حجم التساؤلات المرتبطة بالعنف الموجهة للمؤسسة الإفتائية، يكشف عن عمق القلق داخل المجتمع، مشددة على أن أكثر القضايا التي يتجرأ البعض على التشكيك فيها داخل الدين الإسلامي هي القضايا المتعلقة بالمرأة؛ ما يستدعي معالجة واعية ومتكاملة تستند إلى الفهم والسياق لا الاجتزاء والإثارة، كما أوصت أيضًا بعمل دراسة مشتركة بين مركز الأهرام والمؤشر العالمي للفتوى عن قضايا المرأة.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمد بناية، عضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن التهويل من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي يُغفل جوهر الأزمة الحقيقية، المتمثلة في أزماتنا الداخلية وطريقة تعاملنا مع الواقع، وعلى رأسها محاولة الفصل بين الدين والدنيا، وهو نموذج قد يصلح في السياق الغربي لكنه لا يتناسب مع طبيعة المجتمع العربي، وأوضح أن غياب التكامل بين مؤسسات الدولة، التي تعمل كجزر منعزلة، إلى جانب الانفصال المتزايد عن الأجيال الجديدة بسبب لغة خطاب غير ملائمة، خاصة حين يُتصور أن التشدد هو الوسيلة الأنسب لمخاطبة الشباب، كلها عوامل تعمِّق الفجوة الفكرية وتستدعي مراجعة جادة لأساليب الخطاب والتواصل.
فيما أكدت د. رهام عبد الله سلامة، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن مفهوم السيولة الأخلاقية، رغم أنه غربي في الأصل، موجود أيضًا في المجتمع المصري، مشيرة إلى أن الشائع والترند على المنصات الرقمية أصبح أحد أهم مرتكزات تشكيل الوعي الأخلاقي، حتى لو كان المفهوم مأخوذًا من الخارج.
وأوضحت أن التأثير انتقل تدريجيًّا من المؤسسات التقليدية إلى الخوارزميات الرقمية، مستشهدة بدراسة لمركز رصد الأزهر للتطرف، والتي أشارت إلى.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور المصرية
