الأوضاع الاجتماعية والمهنية للصحافيين المغاربة مُتدهورة جداً، وخصوصاً لدى الشباب في مختلف المؤسسات العمومية والخاصة، في أجواء تراجع مهول للقيمة المضافة للصحافة التي كانت تقدمها للمجتمع. هذا التراجع الخطير لم يواكبه أي إصلاح حقيقي لوقف التدهور... العالم القريب منا تجاوز الصحافة في أشكالها العتيقة، وشهد تحولات عميقة شكلاً ومضموناً، خاصة في أوروبا الشمالية وأمريكا الشمالية. حيث تسلح الصحفيون هناك بالمعارف الضرورية والتكوين، مما ساعدهم على الانخراط في عالم مختلف كلياً عن صحافة الماضي، سواء على مستوى الصحافة الرقمية أو السمعية والسمعية البصرية...
أغلب صحافيينا لا يخضعون للتكوين المستمر في دورات خاصة سنوية أو نصف سنوية، والمقاولات لا تتلقى دعماً خاصاً بالتكوين لصحافييها، مما يجعل إنتاج أغلب هذه المقاولات هزيلاً جداً. وللأسف، هذا الهزال يشمل المؤسسات الإعلامية العمومية هي الأخرى، رغم أنها تتلقى دعماً عمومياً ضخماً... والنتيجة هي ما نلاحظه يومياً في صحافتنا وإعلامنا بصفة عامة من تراجع في الأداء المهني... ومن هذا الواقع، يمكن أن نتساءل: كيف للمجلس الوطني للصحافة المُفترى عليه، أو تلك اللجنة المؤقتة الفضائحية التي عوضته، أن يعاقب صحفياً أو يُلزمه باحترام الأخلاقيات المهنية وهو لم يتلق تدريباً عن هذه الأخلاقيات...
هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى
