يسرى مصطفى يكتب: مجتمع النفايات

يقول علماء الاجتماع إن النفايات أشياء فقدت طابعها الاستعمالى أو القيمى فيتم الاستغناء عنها، وبهذا تنتقل من المجال الخاص إلى المجال العام، والكثير منها إما يتم جمعه والاستفادة منه أو يتبعثر أو يتوارى أو يتحلل فى الطبيعة كبقايا وملوثات. ومع ذلك، فكثير من الأشياء تبقى فى المجال الخاص كنفايات بلا قيمة أو استعمال، أى مجرد «كراكيب» أو أشياء مهملة، وكثير من الأشياء التى يتم التخلص منها كنفايات يمكن أن تكون ذات قيمة وأهمية لفقراء وحيوانات ضالة كبقايا الطعام، المواد البلاستيكية والملابس القديمة. ومن ثم فإن خروج الأشياء من المجال الخاص إلى المجال العام كنفايات لا يعنى خروجها من المجال البيئى أو الاجتماعى، بل على العكس فهى تخرج من حيز اجتماعى إلى حيز اجتماعى آخر، وأكثر من ذلك، حيث إنها تخلق حيزها الاجتماعى، أو ما يمكن أن نسميه «مجتمع النفايات». ويجب التفرقة هنا بين المجتمع الكبير Society، والمجتمعات الصغير التى نتحدث عنها هنا Community.

بالطبع فإن المنظور الاجتماعى لمجتمع النفايات يركز على البشر والأنشطة التى يمارسونها فى جمع وتصنيف وإعادة تدوير القمامة، فضلا عن الأبعاد الطبقية والاقتصادية والسلوكية المرتبطة بهذه المجتمعات، ولكن فى الحقيقة أن المقصود هنا بمجتمع النفايات أوسع من ذلك بكثير، فهى تجمعات تحتل مساحات فى المجال العام تجمع بين البشر والكثير من الكائنات الحية من كلاب وقطط وطيور وحشرات. وقد نجم عن اتساع هذه الظاهرة الكثير من المشكلات التى أصبحنا نواجهها فى الوقت الراهن. والمشكلات لا تتعلق فقط بالمدن والحضر، ولكنها طالت المناطق الريفية والصحراوية، فيكفى أن تلقى نظرة على المساقى والمجارى المائية فى المناطق الريفية حتى تلاحظ انسدادها بالنفايات، كما يمكن أن تلقى نظرة على جوانب الطرق الصحراوية لتلاحظ عبوات البلاستيك وأكياس البلاستيك العالقة على النباتات الصحراوية. ناهيك عن ما يلقى فى البحار.

ومع ذلك، فإن النفايات فى المدن لها طبيعتها المختلفة، ففى المجتمعات الريفية يمكن النظر إلى النفايات كمشكلة بيئية واقتصادية وصحية، أما فى المدينة فالوضع أكثر تعقيدا، حيث تخلق النفايات تجمعات تشمل بشرا وحيوانات ويصعب أن نصفها بأنها مجتمعات موازية أو منعزلة، فهى ليست كمنطقة «الزبالين» التقليدية لأنها منتشرة وتخترق المجال العام فى الأركان وعلى الأرصفة وتحت الكبارى، تجمعات تتنامى وتتكاثر مع تكاثر النفايات وغياب التدابير اللازمة للتخلص منها. وربما لا توجد دراسات كافية عن طبيعة وتأثيرات هذه التجمعات أو المجتمعات على المجال الاجتماعى بشكل عام، ولكن يمكن الإشارة إلى بعض المظاهر ولو على سبيل الانطباعات.

من المنظور النفسى، ثمة انطباع بوجود حالة من «التكيف مع النفايات»، ولا أقصد.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة المصري اليوم

منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ ساعة
منذ 10 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 15 ساعة
بوابة الأهرام منذ 19 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 5 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 7 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 13 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 14 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 9 ساعات
موقع صدى البلد منذ 19 ساعة