كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) أن الجزائر أصبحت الدولة الأكثر حجزا على أموال شركات الطيران في العالم، بعدما بلغت قيمة الأموال المجمدة لديها 307 ملايين دولار إلى نهاية أكتوبر 2025، في مؤشر يعكس تشديدا غير مسبوق على تحويل العملة.

ووفق التقرير، بلغ مجموع الأموال المحجوزة عالميا 1.2 مليار دولار، تتركز غالبيتها في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث تفرض عدة دول قيودا صارمة على التحويلات المالية.

الجزائر في صدارة القائمة

وأوضح الاتحاد أن الجزائر تصدرت القائمة لأول مرة، نتيجة اعتماد إجراءات إضافية للموافقة على تحويل الأموال، ما زاد من تعقيد المساطر الإدارية وأبطأ تسوية مستحقات شركات الطيران.

وحذر الاتحاد من أن استمرار هذه السياسة قد يدفع شركات طيران إلى تقليص رحلاتها أو إعادة النظر في وجودها داخل السوق الجزائرية، ما سيؤثر على تنافسية البلاد وقدرتها على جذب الاستثمار والسياحة.

وأكد ويلي والش، المدير العام للاتحاد، أن تسهيل تحويل أموال شركات الطيران يخدم أيضا مصلحة الحكومات، لأنه يدعم التجارة والسياحة وخلق فرص الشغل، داعيا إلى إعطاء أولوية لهذه التحويلات حتى في فترات شح العملة.

خلفيات اقتصادية

وترى قراءات اقتصادية أن تشديد القيود يعكس حساسية الجزائر تجاه العملة الصعبة، في ظل اعتماد اقتصادها بشكل كبير على عائدات النفط والغاز، وغياب تنوع اقتصادي كاف لامتصاص الصدمات الخارجية.

ويخلص التقرير إلى أن سياسات تقييد التحويلات، رغم ما توفره من هامش مؤقت لحماية الاحتياطات، تظل مكلفة على المدى المتوسط والطويل، مقارنة بخيارات الانفتاح التدريجي وتحسين مناخ الأعمال كرافعة للاستقرار والنمو.

هذا المحتوى مقدم من آش نيوز