تحتل اللغة مكاناً مركزياً في تشكيل الوعي الجمعي لأي أمة، فهي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل وعاء للذاكرة، وسجلٌّ للتجارب، وجسرٌ يصل الماضي بالحاضر. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تبرز اللغة العربية بصفتها الركيزة الأهم في بناء الهوية الوطنية، وترسيخ قيم الانتماء، لما تحمله من عمق حضاري، ورصيد ثقافي، وقدرة على التعبير عن خصوصية التجربة الإنسانية في هذه المنطقة من العالم. ويأتي الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية مناسبة للتأمل في مكانتها، وتأكيد دورها في تشكيل شخصية الإمارات والهوية الجامعة التي تجمع أبناء هذا الوطن.
لقد أولت دولة الإمارات عناية خاصة لِلُّغة العربية منذ قيام الاتحاد، إدراكاً من القيادة الرشيدة بأن قوة اللغة هي جزء لا يتجزأ من قوة الدولة نفسها، فالرؤية التي رسّخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، قامت على أن اللغة عمود أساسي من أعمدة الهوية، وأن الحفاظ عليها، وتعزيز حضورها، واجب وطني. وتواصل هذه الرؤية اليوم حضورها في سياسات الإمارات التي جعلت تعزيز اللغة العربية أولوية في التعليم والإعلام والثقافة، وركيزة لبناء الإنسان القادر على مواكبة العصر من دون التفريط في جذوره.
وعلى الرغم من التحديات، التي فرضها العصر الرقمي والعولمة الثقافية، أثبتت العربية قدرتها على التكيُّف والتمدد، فهذه اللغة، التي تُعد إحدى أكثر لغات العالم انتشاراً وأغناها اشتقاقاً وقدرةً على توليد المفاهيم، لم تفقد حضورَها، بل شهدت في السنوات الأخيرة إقبالاً من الأجيال الجديدة داخل الدولة، بفضل المبادرات المؤسسية الرائدة، التي عززت استخدامها، وأعادت ربط الشباب بتراثهم اللغوي. وقد مثلت مبادرات مثل «عام القراءة»، و«تحدي القراءة العربي»، و«الاستراتيجية الوطنية للقراءة»، و«جائزة محمد بن راشد للغة العربية».. محطات فارقة في إعادة الاعتبار للغة العربية، وإبراز قدرتها على الإلهام والإبداع.
كما نجحت دولة الإمارات في تحويل اللغة العربية إلى عنصر فاعل في القوة الناعمة للدولة، عبر تعزيز حضورها.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
