تصريح السلامي.. بين التوقيت المربك والرسائل الملتبسة

أثار تصريح جمال السلامي، الذي تحدث فيه عن ترشيح طارق السكتيوي لتولي تدريب المنتخب المغربي الأول مستقبلاً، موجة من الاستغراب والامتعاض، ليس فقط بسبب مضمونه، بل أساساً بسبب توقيته وسياقه. ففي لحظة يفترض أن تتجه فيها كل الأنظار والجهود نحو التعبئة الجماعية لإنجاح الاستحقاق القاري داخل الديار، يأتي هذا الكلام ليُقرأ بعدة أوجه، ويُنتج أكثر من متضرر، حتى وإن لم يكن ذلك مقصوداً من صاحبه.

أول المتضررين المحتملين هو وليد الركراكي نفسه. فالحديث العلني عن مدرب مرتقب للمنتخب الأول يعيد إلى الواجهة جراحاً قديمة، في وقت حساس، خصوصاً وأن الركراكي سبق أن لوّح، في لحظة صدق وانفعال، بإمكانية الاستقالة في حال الإخفاق في التتويج بالكأس الإفريقية. إعادة فتح هذا النقاش اليوم لا تخدم الاستقرار النفسي والتقني للطاقم، بل تُضعف منسوب الثقة في مشروع ما زال قائماً، مهما كانت الانتقادات الموجهة له. والأخطر من ذلك أن هذا الكلام يأتي بينما لا يفصل المنتخب عن كأس العالم سوى أربعة أشهر بعد الموعد الإفريقي، وهو معطى زمني لا يسمح لا بالمغامرة ولا بالهزات المعنوية.

المتضرر الثاني هو المنتخب المغربي الأول كمجموعة. فحين يُثار نقاش الخلافة قبل انطلاق المعركة الإفريقية، فإن الرسالة التي قد تصل إلى اللاعبين والرأي العام هي أن الإخفاق مُفترض سلفاً، أو على الأقل وارد إلى درجة التحضير لما بعده. وهذا وحده كفيل بتسميم أجواء الاستعداد، لأن المنتخبات التي تتوج لا تفعل ذلك وهي تُفكر في مرحلة ما بعد السقوط، بل وهي تؤمن بأن المشروع القائم قادر على العبور.

أما المتضرر الثالث، وربما الأكثر حرجاً، فهو طارق السكتيوي نفسه. فالمدرب الذي يقود منتخباً وطنياً إلى نهائي كأس العرب، يفترض أن يُترك في عزلة إيجابية، محمية من كل تشويش. الزج باسمه في نقاشات تدريب المنتخب الأول، في هذا التوقيت بالذات، قد يشتت تركيزه، ويُثقِل كاهله بتوقعات وضغوط إضافية لا حاجة لها. بل أكثر من ذلك، قد يكون هذا التصريح سبباً في حرق ورقة السكتيوي مبكراً، وإبعاده لاحقاً عن دائرة الاختيار الهادئ والمؤسساتي، حين يحين فعلاً وقت تقييم الخيارات.

المشكلة، إذن، لا تتعلق بالأسماء ولا بالكفاءات، بل بالحكمة في التوقيت وبالوعي بأن الكلمة، حين تصدر من إطار تقني له رمزيته، لا تبقى مجرد رأي شخصي. في لحظات التحول الكبرى، تحتاج الكرة المغربية إلى خطاب يوحد ولا يفرّق، يثبّت ولا يربك، ويضع مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، بعيداً عن أي اجتهاد فردي قد يُساء فهمه أو توظيفه.


هذا المحتوى مقدم من موقع بالواضح

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من موقع بالواضح

منذ 51 دقيقة
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
صحيفة الأسبوع الصحفي منذ 6 ساعات
هسبريس منذ 13 ساعة
Le12.ma منذ ساعة
هسبريس منذ 6 ساعات
2M.ma منذ 12 ساعة
آش نيوز منذ ساعة
هسبريس منذ ساعتين
بلادنا 24 منذ ساعة