أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الأربعاء، تقريرها السنوي الذي رسم خارطة طريق شاملة لتعزيز منظومة الأمن الحضري في المملكة، وذلك في إطار الاستعدادات المكثفة لاستضافة المنافسات الرياضية القارية الكبرى، وعلى رأسها بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم.
ويعكس التقرير رؤية استباقية تهدف إلى مواكبة الإشعاع الدولي للمغرب عبر تحديث البنيات الأمنية وتطوير آليات التدخل الميداني لضمان مرور العرس الإفريقي في ظروف مثالية.
نظام مراقبة ذكي وشبكة كاميرات محمولة لتأمين التنقلات
أفاد التقرير بتفعيل نظام مراقبة ذكي يعتمد على التكنولوجيا الرقمية في الحواضر الكبرى كالدار البيضاء وفاس وأكادير والرباط ومراكش وطنجة، وصولاً إلى مدن بني ملال ووجدة وتطوان ومكناس والراشيدية وورزازات وكلميم.
ولضمان تغطية شاملة للمواقع ذات الأولوية، تم تعميم استخدام 6000 كاميرا محمولة مزودة بمنصات متقدمة للتدبير والتسجيل لتغطية 75 موقعاً استراتيجياً، مع تركيز خاص على المحاور الطرقية الرئيسية الرابطة بين الرباط والدار البيضاء، ومراكش وأكادير، وفاس وطنجة، وهي المحاور الحيوية التي ستشهد حركة دؤوبة للوفود والجماهير خلال الفعاليات القارية.
تأمين المنشآت الرياضية وتفعيل الحزم القانوني
وفي سياق حماية الملاعب المستضيفة للمباريات، أكدت المديرية تجهيز هذه المنشآت بمفوضيات للشرطة وقاعات متكاملة للقيادة والتنسيق، مما يتيح تنسيقاً محكماً لضمان التدخل الأمني الفوري والحازم داخل الفضاءات الرياضية.
ويهدف هذا الإجراء إلى فرض النظام وتطبيق القانون بكل صرامة على المخالفين، لضمان سلامة الجماهير والوفود وحماية المنشآت الرياضية من أي سلوكيات خارجة عن النص الرياضي، بما يكرس صورة المغرب كبلد آمن وقادر على احتضان كبريات التظاهرات.
وحدات متخصصة ودعم جوي بواسطة الطائرات المسيرة
على صعيد تعزيز الوحدات الترابية، كشف التقرير عن مواصلة تدعيم الفرق المتخصصة عبر إنشاء فرق ثانية لمكافحة العصابات في كل من مراكش وفاس، إضافة إلى تقوية فرق الشرطة السينوتقنية وفرق الخيالة المجهزة بالكلاب المدربة والأحصنة المخصصة للتدخل السريع.
ولمواكبة التطور التكنولوجي في المراقبة، جرى نشر 16 فرقة للمراقبة بواسطة الطائرات المسيرة درونز في المدن المستضيفة للمباريات، وذلك لتعزيز القدرات الاستباقية للمنظومة الأمنية في رصد وتدبير الحشود وتأمين الفضاءات المفتوحة بفعالية عالية.
تحديث الأسطول اللوجستيكي كركيزة للتنمية المستدامة
واختتمت المديرية تقريرها بتسليط الضوء على عملية تحديث واسعة للوسائل اللوجستيكية، حيث تم تجديد أسطول المركبات عبر توزيع 1025 مركبة جديدة تنوعت ما بين سيارات ودراجات نارية ومركبات نفعية عالية التجهيز.
وتأتي هذه الخطوة لتلبية المتطلبات التشغيلية المتزايدة، انطلاقاً من إيمان المديرية بأن الأمن يعد رافداً أساسياً للتنمية المستدامة ومصلحة جماعية تتطلب جاهزية قصوى لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة، وتعزيز الثقة في المؤسسة الأمنية كشريك في النجاحات الوطنية.
هذا المحتوى مقدم من Le12.ma
