«لغة أهل الجنة وعروس اللغات» في يومها العالمي.. آيتان من القرآن الكريم جمعت كل حروف اللغة العربية.. عاجل

اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي عمود الهوية العربية والإسلامية، ومفتاح فهم الدين والتراث، ولغة حضارة وإبداع، وأداة للوحدة والتواصل عبر التاريخ والحاضر، تتميز بالفصاحة والبلاغة، وتحفظها مكانتها كالغة عالمية رسمية في الأمم المتحدة، رغم تحديات العصر الرقمي، مما يجعل الحفاظ عليها وتطويرها ضرورة لبناء مستقبل الأمة.

اللغة العربية هي عروس اللغات ولغة الضاد التي وسعت الكون، وهي لغة القرآن الكريم وأهل الجنة، تتميز بثرائها اللفظي، ودقة تراكيبها، وجمال صوتها، وقدرتها على التعبير عن أعمق المشاعر، وهي دليل فخر للعرب وعلامة على عظمة الحضارة،كما أنها لغة العلم والبيان،وقوة الأمة ولسانها الذي لا يُذل.

ومِن أَجمَلِ مَا قِيلَ فِي تَعظِيمِ اللُّغةِ العَرَبيّة..قَولهُ تعَالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}(سورة يوسف، الآية 2).

تنطلق اللغة العربية من كونها هوية الأمة ووعاء تراثها، وجسرًا للتواصل بين الحضارات الإنسانية عبر العصور؛ فهي ليست مجرد أداة نطق، بل بنية فكرية حافظت على العلوم والفلسفة ونقلتها، وساهمت في بناء الحضارة الإسلامية والعالمية بفضل القرآن الكريم وعلماء العربية، مما يتطلب إحياء دورها في العصر الرقمي لاستعادة مكانتها كمنارة للمعرفة والتجديد.

نقف اليوم أمام لغة ليست مجرد مجموعة من الأصوات والمفردات، بل هي كيان حي يمثل هوية أمة وحضارة كاملة، فاللغة العربية ليست أداة للتعبير فحسب، بل هي وعاء الفكر، ومستودع الذاكرة، وجسر العبور بين الأجيال والثقافات.

من هنا ينطلق العديد من الكتاب في رحلة لاستكشاف الأبعاد العميقة للدور الفكري والمعرفي للغة العربية، هذه اللغة التي كانت في أوج مجدها لغة العلم والمعرفة، ومن خلالها نُسِجت خيوط الحضارة العربية الإسلامية،وتُرجمت عقولها، وتناقلت علومها الأمم الأخرى.

تُعد العربية، بما تملكه من ثراء لغوي وقدرة على التعبير الدقيق، ركيزة أساسية لبناء الشخصية والهوية العربية، وأداة لفهم أعمق للدين والتراث الإسلامي، ومفتاحاً للنهوض الفكري والمعرفي للأمة في الحاضر والمستقبل، لكنها تواجه اليوم تحديات جسيمة، حيث تراجعت أحياناً عن دورها الريادي في البحث العلمي وإنتاج المعرفة، لتصبح مجرد لغة ثانوية في كثير من المؤسسات التعليمية والبحثية، مما يستدعي وقفة تأمل وإعادة تقييم، وإعادة إحياء دورها كـ لغة علم وفكر حقيقي.

ولاشك أن النهضة الحقيقية تبدأ من النهضة اللغوية والمعرفية، وأن اللغة العربية هي الأداة والغاية في آن واحد لبناء أمة واعية.

وقد حظيت اللغة العربية بشرفٍ عظيمٍ؛ إذ تنزَّل بها الكتاب الكريم، كتاب رب العالمين، على الرسول الخاتم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، الذي كان أفصح البشر لساناً.

وعن مكانة اللغة العربية قال رأس مدرسة النحو في أبو زكريا الفرّاء(ت207هـ):«وجدنا للغة العرب فضلاً على لغة جميع الأمم اختصاصاً مـن الله تعالى وكرامة أكرمهم بها، ومن خصائصها أنه يوجد فيها من الإيجاز ما لا يوجد في غيرها من اللغات»

وقال القاضي عياض (ت544هـ):«وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول فقد كان صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمحل الأفضل والموضع الذي لا يجهل؛ سلاسةَ طبع وبراعةَ منزع وإيجازَ مقطع ونصاعةَ لفظ وجزالةَ قول وصحةَ معانٍ وقلةَ تكلُّف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، فكان يخاطب كل أمة منها بلسانها ويحاورها بلغتها ويباريها في منزع بلاغتها».

هناك آيتان في القرآن الكريم يُقال إنهما جمعتا كل حروف، أما الأولى فهي سورة آل عمران، الآية 154،{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجََاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

وأما الآية الثانية ففي سورة الفتح، الآية 29 يقول الله تعالى{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.

ويؤكد الكثير من الباحثين والمختصين أن كل آية من هاتين الآيتين بمفردها تحتوي على حروف الأبجدية الثمانية والعشرين كلها.

يجتمع هذا الأمر كدليل على الإعجاز البياني للقرآن، وإن كان بعض العلماء يرى أنه ليس إعجازًا بالمعنى المُطلق، بل هو من عجائب اللغة التي قد تقع في غير القرآن، لكنها تبرز بشكل فريد ومتكامل في آيات القرآن.

أولاً- أهمية اللغة العربية: 1- هي لغة القرآن الكريم، مما يمنحها قدسية خاصة ويجعلها أساساً لفهم الشريعة الإسلامية والعبادات لغير الناطقين بها أيضاً.

2- وعاء للحضارة الإسلامية، حيث استوعبت الفلسفة والعلوم اليونانية والهندية والفارسية وطورتها، لتصبح لغة العلم والمعرفة في العالم لقرون، ودُرّست في جامعات أوروبا.

3- كانت اللغة العربية ولا زالت جسرُا للتواصل والترجمة بين الحضارات، ولعبت دوراً أساسياً في نقل المعرفة بين الحضارات، وساهمت ترجمات أعمالها في نهضة أوروبا، وتُعد اليوم لغة عالمية في المنظمات الدولية والإعلام.

5- عنصر أساسي للهوية و ترتبط بتاريخ الأمة وثقافتها، وتُعزز الانتماء وتُثري التنوع الثقافي العالمي، وهي لغة الأدب والشعر والفنون الرفيعة.

6-تعمل على تنمية التفكير و بنية اللغة العربية وقواعدها تدعم التفكير المنطقي والتحليلي، وخصائصها تسمح بالعمق في التعبير عن الأفكار.

ثانياً- خصائص اللغة العربية: تتميز اللغة العربية بخصائص فريدة ومنها...

1ـ الخصائص النحوية الصرفية:

- الإعراب، وهو نظام فريد يغير أواخر الكلمات (رفع، نصب، جر، جزم)؛ لتوضيح المعنى، وهو أساس فهم النص القرآني والأدبي.

- الاشتقاق، وهو القدرة على اشتقاق كلمات عديدة من جذر واحد (ثلاثي، رباعي)؛ لتكوين مفردات جديدة، مما يثري اللغة.

- مرونة الأزمنة وهي القدرة على التعبير عن الزمن بأكثر من طريقة (نواسخ، حروف)، كما في اللغة الإنجليزية،.

2ـ الخصائص الدلالية البلاغية:

- غزارة المفردات و وجود مترادفات وأضداد كثيرة لنفس المعنى مثل أسماء الأسد والسيف مما يمنح دقة في التعبير.

- الإيجاز والإعجاز وهي القدرة على التعبير عن معانٍ كبيرة بكلمات قليلة، كما في القرآن الكريم.

- دقة التعبير و تستطيع اللغة العربية التعبير عن أدق الفروقات بين المعاني.

3ـ الخصائص الصوتية والجمالية:

ـ جمال الصوتيات نظام حركات قصيرة وطويلة تشديد، وتنوين يمنحها إيقاعاً موسيقياً خاصاً وتجويداً فريداً.

- التنغيم وجود صفات للحروف مثل جهر، همس، شدة، رخاوة، يمنحها تنوعاً صوتياً فريداً.

وفي النهاية توجد خصائص أخرى مثل...

ـ المرونة والتطور، وقابليتها.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بوابة الأهرام

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بوابة الأهرام

منذ 7 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 11 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 18 ساعة
مصراوي منذ 5 ساعات
مصراوي منذ 8 ساعات
موقع صدى البلد منذ 3 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 10 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ ساعة
مصراوي منذ 6 ساعات
مصراوي منذ 4 ساعات