"تعالى في الهايفة واتصدر": عن ضجيج التفاهة وصمت القضايا الكبرى - بقلم: محمد الحمامصي

الانشغال بالهيافات ليس أمرًا عفويًا بالكامل، بل هو في أغلبه نتاج منظومة كاملة لإدارة الرأي العام. فالإعلام التقليدي ومنصّات التواصل يعملان وفق منطق الترند، منطلق "تعالى في الهايفة واتصدر": ما يُثير الغضب السريع، وما يُقسّم الناس إلى معسكرات أخلاقية متناحرة، هو ما يضمن الانتشار والبقاء في الصدارة. هكذا تُدفَع الوقائع الصغيرة إلى مقدّمة المشهد، لا لأنها الأهم، بل لأنها الأسهل تداولًا والأقل كلفة سياسيًا.

إن المثل الشعبي "تعالى في الهايفة واتصدر" مثل يصيب كبد الحقيقة فيما نحن عليه الآن. فالتصدر في القضايا التافهة أسهل، وأقلّ كلفة، وأكثر رواجًا على منصّات تُكافئ الإثارة السريعة والاصطفاف الأخلاقي السطحي. أمّا القضايا الوطنية الكبرى المعقّدة، القضايا الاستراتيجية كالطاقة، والديون المتراكمة، والاتفاقات الدولية فتعامل بوصفها ملفات "فوق النقاش" أو بمعنى أدق "محرمة النقاش"، أو شأنًا لا يفهمه سوى الخبراء الحكوميين. وهذه حيلة قديمة: تحويل السياسة إلى غرف مغلقة أو بمعنى أدق جحور مغلقة، والتعتيم على المواطن وتجريده من أدوات المعرفة والفهم، ثم يخرج ذات الخبراء الحكوميين لاحقًا للومه على اللامبالاة. والحقيقة أن اللامبالاة هنا مُصنَّعة، ومفروضة بإيقاع يومي من التفاهة المُكثّفة.

جزء من المشكلة يعود إلى تحوّل بعض المثقفين والكتّاب إلى نجوم منصّات، يقيسون أثرهم بعدد المشاركات لا بوزن الأفكار. النجومية تُغري بالاصطفاف في المعارك الآمنة: معارك لا تقترب من مراكز القرار، ولا تُعرّض صاحبها لعزلة أو تضييق أو اعتقال أو مساءلة أو تربص. أما الاقتراب من ملفّات مثل صفقة الغاز مع إسرائيل، بما تحمله من أبعاد سيادية واقتصادية، فيعني الخروج من منطقة الراحة، وتحمل تبعات لا يرغب كثيرون في.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة المشهد المصرية

إقرأ على الموقع الرسمي


صحيفة المصري اليوم منذ 6 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 10 ساعات
مصراوي منذ 17 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 10 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 13 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ ساعتين
صحيفة المصري اليوم منذ 6 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 8 ساعات