خبراء يستشرفون مستقبل اللغة العربية في ظل تحديات الرقمنة

نظمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) أمس الخميس بمقرها بتونس العاصمة، ندوة علمية حاول من خلالها المشاركون تقديم رؤى وتصورات تستشرف مستقبل اللغة العربية في ظل التحديات المطروحة في زمن الرقمنة .

وأبرز المتدخلون خلال الندوة المنظمة تحت شعار جهود الألكسو في تعزيز السياسات اللغوية المبتكرة لرسم مستقبل لغوي أكثر شمولا احتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 دجنبر من كل سنة، أنه لمواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم أضحى من اللازم تجديد وتطوير طرق تدريس اللغة العربية ووضع أسس متينة لضمان جودتها فضلا عن بناء منظومة تعليمية أكثر فاعلية ترتكز على أسس علمية وتتبنى أساليب تقييم حديثة .

وأكدوا في هذا الصدد على أهمية الدور الذي يمكن أن يضطلع به الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية وتمكينها من رفع التحديات التي تواجهها فضلا عن تعزيز التقارب بين الشعوب من خلال تطوير أدوات تفاعلية تربط بين التراث العربي والمعرفة العالمية .

وسجلوا أن اللغة العربية باعتبارها رافدا من روافد تاريخ الأمة وحضارتها وثقافتها تواجه العديد من التحديات في عصر الرقمنة غير أن هذه التحديات تمثل أيضا فرصا للنهوض بلغة الضاد وتمكينها من تحقيق مزيد من الانتشار وتبوإ مكانة بارزة في عالم المعرفة الرقمية.

وكان المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد ولد أعمر قد اعتبر في كلمة افتتاحية للندوة أن الاحتفال السنوي باليوم العالمي للغة العربية يحمل في طياته رمزية اعتبارية تتجاوز مجرد المناسبة العابرة لتكون فرصة لترسيخ عدة معان منها التأكيد الدولي على المكانة الرفيعة للغة الضاد كلغة رسمية فاعلة في المحافل الأممية، وشهادة على مساهمتها التاريخية الممتدة في تشكيل الفكر الإنساني.

كما أن الاحتفال يضيف ولد أعمر، يشكل فرصة للتشديد على أن اللغة العربية هي جوهر الهوية العربية، وحارس ذاكرتها، والركيزة التي يبنى عليها المستقبل الثقافي والمعرفي للأمة فضلا عن كونه يمثل دعوة للعمل من أجل تمكين لغة الضاد من مواجهة تحديات العصر الرقمي والمعرفي.

وفي معرض حديثه عن الجهود التي تبذلها الألكسو للنهوض باللغة العربية، ذكر ولد أعمر بمشروع الإطار المرجعي المشترك للغة العربية، تعليما وتعلما وتقييما الذي تعده المنظمة بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية والذي يهدف بالخصوص إلى وضع إطار مرجعي موحد لسياسات تعليم اللغة العربية يساهم في الحفاظ على العربية وتعزيز مكانتها عالميا وتحسين طرق تعليمها وتعلمها وجعلها مواكبة للتطورات العالمية.

وأشار إلى أن من شأن هذا المشروع أن يساعد على إخراج اللغة العربية من الأطر التقليدية إلى مقاربات مبتكرة تجعلها حاضرة بقوة في الذكاء الاصطناعي، وفي منصات البرمجة، وفي محركات البحث، فضلا عن استشراف مستقبل لغوي شامل لجميع فئات المجتمع وبلورة سياسة لغوية تساعد على كسب التحدي وتبني ممارسات لغوية وطنية وإقليمية واضحة وملزمة، تضمن حضور اللغة العربية في قطاعات التعليم والإدارة والإعلام والاقتصاد .

وتمحورت أشغال هذه الندوة حول عدة مواضيع منها الإطار المرجعي المشترك للغة العربية : نحو سياسة لغوية مبتكرة لمستقبل لغوي أكثر شمولا و معايير إعداد مناهج تعليم اللغة العربية وتعلمها : نحو عالمية العربية و تحديات رقمنة العربية و رهانات معالجة اللسان العربي : توسيم الأبنية الصيغية أنموذجا .


هذا المحتوى مقدم من مدار 21

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من مدار 21

منذ 5 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ 50 دقيقة
Le12.ma منذ 12 ساعة
هسبريس منذ 7 ساعات
هسبريس منذ 11 ساعة
هسبريس منذ 8 ساعات
هسبريس منذ 3 ساعات
بلادنا 24 منذ 9 ساعات
أشطاري 24 منذ 34 دقيقة
جريدة أكادير24 منذ 6 ساعات