تدخل بيتكوين الأسابيع الأخيرة من 2025 تحت ضغط واضح في سوق المشتقات، مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية عقود خيارات ضخمة قد ترفع حدة التذبذب في الأسعار، وتُظهر بيانات التداول، أن المستثمرين يتهيأون لتحركات أكبر من المعتاد، مع تراكم مراكز كبيرة قبل تاريخ الاستحقاق المقبل.عقود الخيارات، هي أدوات مالية مشتقة تمنح حاملها "حقا" وليس "التزاما" في شراء أو بيع أصل بسعر محدد، خلال فترة معينة أو في تاريخ محدد.لماذا ترتفع تقلبات بيتكوين الآن؟ويرجع ذلك إلى أن جزء كبير من رهانات الخيارات على بيتكوين، سيُغلق أو يُجدد قريبًا، وعندما يتزاحم هذا الحجم في نافذة زمنية قصيرة يتحول السوق إلى ما يشبه "نقطة ضغط" قابلة لإنتاج حركة أكبر من المعتاد. تقديرات الأسواق، تشير إلى عقود تقارب 23 مليار دولار تستحق يوم الجمعة 26 ديسمبر 2025، وهو رقم يمثل أكثر من نصف المراكز المفتوحة على منصة "ديربيت" التي تعد أكبر ساحة لتداول خيارات بيتكوين.السعر تحت ضغط بعد تراجع كبير من القمةرغم الارتدادات السريعة، تظل الصورة العامة دفاعية. بيتكوين لا تزال منخفضة بنحو 30%، مقارنة بقمة تاريخية تخطت 126 ألف دولار في بداية أكتوبر. وفي جلسة الخميس، قفزت العملة بما يصل إلى 4% حتى حدود 89,430 دولارًا، قبل أن تتخلى عن المكاسب لاحقا، وهو سلوك يوضح أن الطلب لا يثبت طويلًا عند المستويات الحالية وأن أي ارتفاعات، قد تتحول سريعًا إلى جني أرباح أو موجة بيع جديدة.السوق يميل للتحوطأدوات المشتقات تعكس مزاجًا حذرًا، تقلبات 30 يومًا، عادت لتقترب من 45% وفق قراءات المتعاملين، في وقت تتحرك فيه "الانحرافات" الخاصة بأسعار الخيارات عند مستويات سالبة تقارب -5% على الآجال القصيرة والأطول. ويعني ذلك أن السوق يدفع أكثر للحصول على حماية من الهبوط مقارنة بالرهان على صعود قوي، وهو نمط مرتبط عادة بتوقع تذبذب مرتفع مع ميل سلبي.توزيع عقود الخيارات، يرسم خريطة نفسية للسوق، ما زالت هناك تجمعات لعقود شراء عند 100 ألف و120 ألف دولار85 ألف دولار، مع تقديرات بأن المراكز المفتوحة عند هذا المستوى تقارب 1.4 مليار دولار. في مثل هذه الحالات، قد يتحول المستوى إلى نقطة جذب للسعر مع اقتراب الاستحقاق، بفعل إعادة التحوط وتوازن محافظ المتعاملين.معنويات هشة وربع صعببعد 26 ديسمبر، تترقب السوق محفزين قد يعيدان تشكيل التموضع. الأول قرار مرتقب في 15 يناير، يتعلق بمؤشرات MSCI، وقد يضغط على شركات تعتمد على حيازات الأصول الرقمية في ميزانياتها، إذا تجاوزت هذه الحيازات 50% من أصولها. الثاني عودة أنشطة بيع عقود الشراء بشكل مكثف للحصول على علاوة، وهي استراتيجية غالبا ما تضع سقفا للمكاسب وفي المقابل قد ترفع حساسية الهبوط إذا زادت موجات التحوط.وتبدو المعنويات قابلة للكسر بسرعة، إذ أن بيتكوين منخفضة بنحو 23% خلال الربع الحالي، ما يضعها على مسار أسوأ أداء فصلي منذ الربع الثاني 2022.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
