كشفت مصادر مهنية لجريدة مدار 21 أن زبناء وهميين ، تابعين للسلطات المحلية، كثفوا نشاطهم بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية لمراقبة انضباط سائقي سيارات الأجرة بالمدن المستضيفة لكأس إفريقيا للأمم، وخاصة مدينة الدار البيضاء، لاسيما في ما يتعلق بإقلال الزبناء إلى وجهاتهم المطلوبة دون تحفظات.
وأوضحت مصادرنا أن العديد من سائقي الطاكسيات فوجئوا خلال الأيام الماضية بتحرير مخالفات ضدهم من قبل أعوان تابعين للسلطات المحلية، إثر مُخالفتهم لمقتضيات القرارات العاملية والقواعد المنظمة للمهنة بشكل عام، وبالأخص في حال رفض نقل الزبناء إلى الوجهات التي يرغبون فيها تحت أي ذريعة كانت.
ونقلت المصادر ذاتها روايات متطابقة لسائقي أجرة من الصنف الصغير، استوقفهم زبون قام بالصعود للسيارة قبل تحديد وجهته، والتي غالباً ما تكون وجهة مكتظة، أو من النقاط السوداء التي يرفض السائقون عادة التوجه إليها في أوقات الذروة بسبب الاختناق المروري، ليتبين بعد رفض السائق إقلاله إلى الوجهة أنه رجل سلطة، فيقوم على إثر ذلك بتحرير مخالفة ضده.
وتأتي هذه التدابير، وفقاً للمصدر ذاته، في سياق استعدادات مدينة الدار البيضاء وباقي المدن المغربية المستضيفة لكأس إفريقيا للأمم 2025، لتدفق سياحي هام أثناء احتضان المملكة للتظاهرة القارية، وما سيتطلبه ذلك من تعبئة لقطاع النقل الحضري بمختلف أنماطه.
وتشير تقديرات خبراء إلى استقبال المغرب خلال هذه المناسبة ما بين 500 ألف ومليون زائر أجنبي إضافي، ما سيولد عائدات اقتصادية تتراوح بين 4.5 و12 مليار درهم، نتيجة الإنفاق على الإقامة، والمطاعم، والنقل، والخدمات المساندة.
وتعدّ ظاهرة رفض إقلال الزبناء إلى وجهات معينة، من أكثر الظواهر التي تكدر خدمة النقل بواسطة سيارات الأجرة من الحجم الصغير بالمدن المكتظة، وفي مقدمتها مدينة الدار البيضاء.
ومن جهتهم، يحتج سائقو الأجرة بالعاصمة الاقتصادية على سوء حركة المرور، التي تجعل التنقل إلى بعض النقاط السوداء المكتظة قاتلاً لمداخيلهم، سيما وأنهم مطالبون يومياً بـ الروسيطة وغيرها من النفقات الثقيلة على كاهلهم.
وفي المقابل يشتكي الزبناء من أن رفض نقلهم إلى وجهاتهم المرغوبة، لأي سبب كان، يدفعهم لاختيار وسائل نقل بديلة على غرار النقل بواسطة التطبيقات الذكية، والذي لا يزال المغرب متردداً بشأن تقنينه.
هذا المحتوى مقدم من مدار 21
