لطالما كانت مسيرة عبد الرزاق حمد الله الدولية، مليئة بالإحباط والنكسات، حيث كان أداؤه مع المنتخب الوطني يتسم بالتعثر في مناسبات عديدة. لكن، التعويض جاءه في ختام مشواره الدولي بلقب كأس العرب، الذي ساهم فيه بامتياز، من خلال تسجيل هدفين حاسمين في النهائي ضد الأردن.
وبالعودة إلى بداياته الدولية رفقة المنتخب الأولمبي جيل 2012، فالقليل سيتذكر أن ابن آسفي ساهم بهدفيه الحاسمين خلال مقابلتي الذهاب والإياب ضد الكونغو الديمقراطية في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، ليتفاجأ بعدها باستبعاده من المسابقة القارية، وكذلك عن الألعاب الأولمبية (دورة لندن 2012)، لأسباب ظلت مجهولة، رغم تألقه الكبير آنذاك بقميص فريق أولمبيك آسفي.
بعد سنة، تواجد مع المنتخب الوطني الأول بقيادة رشيد الطاوسي في كأس إفريقيا عام 2013، لكنه لم يشارك في أي دقيقة خلال المسابقة، رغم خوضه دقائق أكثر في المباريات الودية التي سبقتها. وتكرر الأمر مع تعاقب المدربين؛ فبعد مشاركات ودية كثير مع بادو الزاكي عام 2015، استُبعد من مباراة السد الفاصلة ضد غينيا الإستوائية المؤهلة لتصفيات كأس العالم 2018، ثم جاء الفرنسي هيرفي رونار الذي لم يستدعِ حمد الله رغم توهجه الاستثنائي مع النصر السعودي.
ثم أتت اللحظة التي زادت الأمور تعقيدا، حين استدعى رونار حمد الله قبيل كأس إفريقيا عام 2019 بأيام، لكن مشكلته الشهيرة مع فيصل فجر بخصوص تنفيذ ركلة جزاء في مباراة ودية، دفعته لمغادرة المعسكر بعد يوم واحد من الواقعة، مما خلف جدلا واسعا في الوسط الإعلامي الوطني حول تصرفه، والذي برره لاحقا في تصريحات إعلامية بأنه لم يلقَ الاحترام الكافي من المدرب الفرنسي.
هذا التصرف وضعه في اللائحة السوداء ، مما أدى إلى غيابه الطويل، لكن نقطة التحول أتت بتولي الناخب الوطني وليد الركراكي المهمة. وقبل مونديال قطر 2022، استُدعي حمد الله أخيرا ليكون جزءا من الجيل الذي أفرح المغاربة بتأهل تاريخي إلى نصف النهائي. ورغم أنه لم يقدم المستوى المنتظر منه، إلا أنه حافظ على انضباطه مع المجموعة رغم قلة دقائق مشاركته.
ليختبر حمد الله، أخيرا، اللحظة الفاصلة في مسيرته، فبعد سنوات من الأحزان والحسرة مع المنتخب، جاءت النهاية سعيدة، بتتويج مستحق بلقب كأس العرب. وبفضل مساهمته الواضحة في نصف النهائي ضد الإمارات، وهدفين مهمين في شباك الأردن بالنهائي، استطاع أن يسطر الفصل الأخير مع مشواره مع الأسود بأفضل طريقة ممكنة.
هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24
