في كل مباراة، هناك من يصنع الفارق بصمت، ويحول كل لمسة وكل تمريرة إلى لحظة تاريخية؛ محمد ربيع حريمات هو أحد هؤلاء القلائل الذين يكتبون المجد بأقدامهم قبل أن تكتبه الأرقام.
لاعب وسط الجيش الملكي، قائد المنتخب الوطني الرديف في بطولة كاس العرب، وصانع الانتصارات، جمع بين الصبر والمثابرة والموهبة ليصبح رمزا للنجومية المغربية والعربية على حد سواء.
النشأة والبدايات
ولد حريمات في الرباط يوم 7 غشت 1994، نشأ وتكون في مدرسة شبان نادي الفتح الرباطي، حيث صقلت موهبته الكروية منذ الصغر وأعدته لمواجهة تحديات الاحتراف.
بدأ المايسترو مسيرته الاحترافية مع الفتح، ثم انتقل إلى النادي القنيطري لفترة قصيرة، قبل أن يحط رحاله في الجيش الملكي عام 2020، حيث توهج وفرض نفسه كركيزة أساسية في وسط الميدان، وأصبح قائدا لا يستغنى عنه في المباريات.
المسيرة والإنجازات
مع الجيش الملكي، ساهم حريمات في تحقيق لقب البطولة الاحترافية موسم 2022-2023، وحصد جائزة أفضل لاعب في الموسم 2023-2024، قبل أن يقود المنتخب الوطني للتتويج بكأس إفريقيا للاعبين المحليين وكأس العرب 2025 في قطر، حيث نال لقب أفضل لاعب في البطولة، ليؤكد أنه ليس مجرد لاعب، بل مايسترو يصنع اللحظات ويكتب التاريخ على أرض الملعب.
المهارات والخصائص
يتميز حريمات بطول 186 سم وقدرات فنية عالية، ما جعله محور خطط اللعب، سواء في خط الوسط الهجومي أو وسط الميدان.
تدخلاته الدقيقة وحسه التكتيكي العالي، سمحت للجيش الملكي بالسيطرة على خط الوسط، وهو المركز العصبي لأي مباراة، كما رسخت شخصيته وانضباطه مكانه كعميد للفريق.
الرمزية والإرث
استطاع ابن الرباط الذي بدأ من الأزقة، أن يصبح رمزا للموهبة والإصرار والقيادة، حيث جعل كل هدف وكل تمريرة له سيمفونية كروية تخلد اسمه بين نجوم العرب والمغرب، كما يجسد النموذج الكروي المغربي الأصيل، حيث يمثل مزيجا من الإمكانات التقنية والفنية والبدنية، وقدرة الأندية المغربية على إنتاج لاعبين من الطراز الرفيع، قادرين على فرض بصمتهم في المنافسات الوطنية والقارية والدولية.
ولا يعتبر محمد ربيع حريمات مجرد لاعب، بل قصة صبر وعزيمة، قائد يصنع المجد، ومايسترو يحول الملعب إلى مسرح للأداء المثالي.
هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24
