لوموند: الحصار الأمريكي على ناقلات النفط الفنزويلي يهدف للتعجيل بإزاحة "مادورو" من السلطة

ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أنه لاتزال وتيرة التصعيد الأمريكي تجاه نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا مستمرة دون مؤشرات تذكر على التراجع.. فبعد نشر أكبر أسطول بحري أمريكي في البحر الكاريبي منذ أزمة الصواريخ مع كوبا عام 1962، وتكثيف الضربات ضد سفن يشتبه في استخدامها من قبل شبكات تهريب المخدرات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 16 ديسمبر، فرض "حصار كامل" على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الأمريكية والمتجهة من وإلى فنزويلا.

وكتبت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم السبت - أنه رغم أن هذه الاستراتيجية لا يمكنها وقف جميع صادرات النفط، فقد جرى تطبيقها فعليا مع مصادرة ناقلة نفط مطلع ديسمبر الجاري.. ويبدو أن الهدف واضح، وهو زيادة الضغط على الاقتصاد الفنزويلي بهدف التعجيل بإزاحة نيكولاس مادورو من السلطة.

وتعاني فنزويلا الغنية باحتياطات هائلة من المحروقات من تردي الوضع السياسي الذي تسبب في تفاقم موجات الهجرة الجماعية التي باتت تثقل كاهل القارة بأكملها، وهو ما تجلى في الانتخابات الرئاسية في تشيلي، التي هيمنت عليها قضية الهجرة، وأسفرت في 14 ديسمبر عن فوز المرشح اليميني المتشدد خوسيه أنطونيو كاست.

ورغم أن رحيل نيكولاس مادورو يعد أمرا مرغوبا فيه على نطاق واسع، فإن ذلك لا يعني بالضرورة تحقيقه بأي ثمن. فالنهج المتشدد الذي تفضله الإدارة الأمريكية ينطوي على نقاط ضعف واضحة، أبرزها التناقض بين ادعاء "الحرب على تهريب المخدرات" والسعي في الوقت ذاته إلى تغيير النظام في كراكاس.. كما أن غياب أي إطار قانوني للضربات العسكرية، التي أودت بحياة نحو 100 شخص حتى الآن، أثار انتقادات حادة، دفعت الكونجرس الأمريكي إلى التحرك بعد فترة من الجمود.

وبجعل أمريكا اللاتينية مجال نفوذ خاص بواشنطن، تمهد استراتيجية الأمن القومي الأمريكية، التي نشرتها الإدارة الأمريكية في 5 ديسمبر، الطريق لعودة سياسة أحادية تقوم على استعراض القوة العسكرية، مع التقليل من حجم التحديات التي قد يفرضها إسقاط مفاجئ للنظام القائم في كراكاس. وفي هذا السياق، قد يكون من الأجدى للولايات المتحدة أخذ عروض الوساطة المقدمة من المكسيك والبرازيل بعين الاعتبار، في ظل سعيهما لتفادي تصعيد مسلح في أمريكا اللاتينية.

ويزداد هذا الأمر أهمية بالنظر إلى عامل الوقت، الذي لا يصب بالضرورة في مصلحة دونالد ترامب، المعروف بتقلب مواقفه.. فشريحة واسعة من ناخبيه تعارض التدخلات الخارجية، التي طالما انتقدها بنفسه، كما أن الضغوط على رئيس تتراجع شعبيته مرشحة للتصاعد مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي المقرر إجراؤها في نوفمبر 2026.


هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بوابة دار الهلال

منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 9 ساعات
بوابة أخبار اليوم منذ 9 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 12 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 3 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ ساعتين
صحيفة اليوم السابع منذ 5 ساعات
موقع صدى البلد منذ 4 ساعات
بوابة الأهرام منذ 14 ساعة