أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن البلاء قد يكون موكَّلًا بالمنطق، وأن ما ينطق به الإنسان من خير أو شر يعود عليه أثره، مستشهدًا بقوله تعالى: «فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون»، أي أن ما يصدر من الإنسان قولًا أو نية أو ظنًا بالله، ينعكس عليه في واقعه، فمن أحسن الظن بالله ونطق بالخير جاءه الخير، ومن استسلم للشر والطاقات السلبية جنى أثرها، داعيًا الآباء إلى حماية بيوتهم وأنفسهم من السلبية في أوقات الابتلاء.
وبيّن عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأحد، أن الله سبحانه أراد أن يعلّمنا من قصة نوح أن الأهل الحقيقيين هم من تبعوا الإنسان في صلاحه وعلاقته بالله، وليس كل من ثبتت الأوراق نسبتهم إليه، فالنسب نوعان: نسب رحم يكون بالولادة، ونسب صلاح يكون بالإيمان والعمل الصالح، وهو النسب الأقوى والأبقى، مستشهدًا بقوله تعالى: «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض»، مؤكدًا أن روابط التقوى في الآخرة أقوى من روابط الدم.
وضرب الشيخ خالد الجندي أمثلة قرآنية واضحة، موضحًا أن أبا لهب ليس من آل بيت النبي ﷺ رغم قرابته، وأن ابن نوح ليس من أهله، بينما سلمان الفارسي رضي الله عنه من آل البيت باتباعه للنبي، وكذلك آزر ليس من آل إبراهيم، مستشهدًا بقوله تعالى: «إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي»، مؤكدًا أن الاصطفاء الإلهي قائم على الاتباع لا النسب.
وأشار إلى دقة التعبير القرآني في قوله تعالى: «وقال رجل مؤمن من آل فرعون»، موضحًا أن الرجل كان من آل فرعون ظاهرًا، لكنه في الباطن من المؤمنين، ليؤكد أن الميزان الحقيقي عند الله هو ما في القلوب من إيمان وما يترجمه العمل، وأن رابطة الصلاح هي وحدها التي تبقى، مصداقًا لقوله تعالى: «الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين».
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
