وما يدهشني في منتدى صير بني ياس، هو الترتيبات التي تتوافر للمدعوين، فالانتقال داخل هذا الفندق الضخم يتوافر في عربات يقودها العاملون في الفندق من آسيويين وأفارقة، فهناك عزلة فلا خروج للاسواق غير المتواجدة، وبودي أن أشير الى التوقعات الإيجابية من مساهمة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، في تجاوز تعقيدات التباعد بين سياسة اسرائيل والموقف الفلسطيني، وفوق ذلك لا يوجد بديل عنها في الحديث عن الحل الفلسطيني، فنشعر بأن جهود الرئيس الامريكي وانشغاله بالقضية يقدّم أفضل الفرص لحل نهائي، مع وعي بأن دور المملكة العربية السعودية جوهري في اقناع امريكا بضرورات إقامة الدولة الفلسطينية، التي تحاربها الآن حكومة التطرف في اسرائيل.
ومن ملاحظاتي حول المنتدى الأخير، الذي انعقد من 11 ــ 13 ديسمبر 2025، أن الحضور الاسرائيلي تمثّل في شخص واحد أراه في كل دورة، بينما كان الوفد الاسرائيلي في المنتديات السابقة يتشكل من عدد من السياسيين السابقين، وكانت مواقفهم مرنة ومتفهمة للأماني الفلسطينية، كما لمست استغراباً من الحالة في السودان، التي يتحطم فيها أمل البلد بالتقدم، كما جاء الحديث عن إيران مطمئناً في الحد من الدخول في مغامرات مكلفة. شعرت من حديثي مع سفراء وشخصيات اماراتية أن مسار الدولة يتجه كثيراً نحو توظيف التكنولوجيا للأهداف الوطنية، وأن هذا الارتباط مع مبتكرات التكنولوجيا انعكس وبشكل واضح في تواجد كلية خاصة للذكاء الاصطناعي، مع حضور شباب اماراتي مولع وممارس للمستجدات التكنولوجية. ومن الواضح أن الجسور التي شيدتها الدولة مع الولايات المتحدة، ومع مراكز الأبحاث فيها، تشغل كثيراً مسار الدولة، فجدول الأعمال للقيادة دفع تجاه العلم والمعرفة، مع تسخير الثروة لتحقيق مواقع مميزة في العلم، وفي توسيع قواعدها داخل دولة الامارات. وشعرت من الحديث مع أبناء الامارات بنوع من الحرص على لمعة الكويت، فلا تخلو الاسئلة والاستفسارات حول ما تتناوله الصحافة الكويتية، عما يصدر من تعليقات المسؤولين في الكويت، لاسيما أقوال النائب الأول سعادة الشيخ فهد اليوسف عن التزوير، وقانون المخدرات، فيأتي الرد بأن حجم التزوير مخيف، وأن مسار وزير الداخلية في إزالة التزوير مسنود من الشعب والقيادة، كما أن القانون الذي صدر عن المخدرات يعبّر عن صيغة تحتاجها دول الخليج وفوق ذلك، فالواضح أن دولة الامارات تبحر في مسار يعبّر عن طموح قوي في إخضاع التكنولوجيا والعلم لأولويات الدولة، ويستدعي ذلك النهج الاستئناس بخبرات متنوعة من أصحاب العلم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة القبس
