ترؤس مولاي الحسن لافتتاح كأس إفريقيا.. رسالة رمزية تعكس رهان الدولة على الرياضة والشباب

جاء ترؤس ولي العهد الأمير مولاي الحسن لحفل افتتاح النسخة الخامسة والثلاثين من كأس إفريقيا للأمم المغرب 2025 ، محمّلاً بدلالات رمزية عميقة، تتجاوز الطابع البروتوكولي للحدث، لتلامس أبعاداً مجتمعية وثقافية وسياسية واضحة، ذلك لأن حضور ولي العهد في لحظة إفريقية جامعة، يعكس استمرار الرؤية الملكية التي تضع الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، في قلب المشروع الوطني، باعتبارها فضاءً لتكريس الانتماء الجماعي، وتعزيز صورة المغرب كبلد قادر على الجمع بين التنظيم المحكم والبعد الإنساني والرمزي.

ويرى مراقبون أن هذا الحضور يمكن قراءته باعتباره رسالة طمأنة وثقة موجهة للمغاربة، مفادها أن الدولة منخرطة بشكل مباشر في إنجاح هذا الاستحقاق القاري، وأن الرهان على الرياضة لم يعد ترفاً أو حدثاً ظرفياً، بل خياراً استراتيجياً طويل النفس، ذلك لأن ولي العهد، وهو يترأس حفل الافتتاح ويتابع المباراة الافتتاحية، يجسد استمرارية الدولة وحرصها على مواكبة التحولات التي تعرفها كرة القدم الوطنية والإفريقية، خاصة بعد أن أصبحت هذه اللعبة أحد أبرز عناصر القوة الناعمة للمغرب.

أما بالنسبة للشباب المغربي، فإن رمزية المشهد تكتسي بعداً خاصاً، ذلك لأن الأمير مولاي الحسن، بصفته ممثلاً لجيل جديد، يحضر في قلب حدث رياضي إفريقي كبير، وسط نجوم الكرة العالمية والقارية، في صورة تختزل القرب بين القيادة والشباب، وتمنح معنى عملياً لفكرة القدوة، وهو حضور يبعث برسالة غير مباشرة مفادها أن الطموح والانضباط والعمل الجاد هي مفاتيح الولوج إلى المستقبل، وأن الرياضة ليست فقط مجالاً للفرجة، بل مدرسة للقيم والانتماء وبناء الثقة في الذات وفي الوطن.

كما أن ترؤس ولي العهد لحفل الافتتاح يعكس بُعداً إفريقياً واضحاً في رؤية المغرب، حيث تتحول كرة القدم إلى لغة مشتركة توحد الشعوب، وتتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، لأنه في لحظة يجتمع فيها ممثلو الاتحادات الكروية الدولية والإفريقية على أرض الرباط، يظهر المغرب كفاعل محوري داخل القارة، لا يكتفي باحتضان التظاهرات الكبرى، بل يسعى إلى إعطائها بعداً حضارياً وإنسانياً يعكس تنوع إفريقيا وقوتها الناعمة.

وفي المجمل، لم يكن حضور ولي العهد الأمير مولاي الحسن في افتتاح كأس إفريقيا للأمم، حسب هؤلاء، مجرد مشاركة رمزية، بل رسالة متكاملة الأبعاد، تؤكد على ارتباط الرياضة بالهوية الوطنية، وعلى الثقة في الشباب كرافعة للمستقبل، وعلى موقع المغرب كبلد يراهن على كرة القدم ليس فقط لتحقيق الإنجازات، بل لصناعة لحظات جامعة تعزز الانتماء وتفتح آفاقاً جديدة للأجيال الصاعدة.


هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بلادنا 24

منذ ساعتين
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ ساعة
هسبريس منذ ساعتين
هسبريس منذ 3 ساعات
هسبريس منذ 5 ساعات
جريدة أكادير24 منذ 4 ساعات
موقع بالواضح منذ ساعة
هسبريس منذ 49 دقيقة
هسبريس منذ 22 ساعة
هسبريس منذ 22 ساعة