تحت أضواء ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، افتتحت مساء الأحد بطولة كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025 ، في لحظة تختزل مسارا كرويا مغربيا آخذا في التحول من الطموح إلى الفعل.
افتتاح البطولة القارية، والمباراة الأولى، لم يكونا مجرد حدث رياضي عابر، بل عنوانا لمرحلة جديدة تسعى فيها المملكة إلى تثبيت موقعها كقطب كروي إفريقي ودولي، وهو ما عبّرت عنه تقارير دولية بارزة، من بينها صحيفة نيويورك تايمز ، التي اعتبرت أن المغرب يريد أن يصبح القوة العظمى الجديدة في كرة القدم .
مشروع كروي متكامل
هذا الطموح، وفق الصحيفة الأمريكية، لم يأتِ من فراغ، مشيرة إلى أنه بفضل رؤية ملكية واضحة واستثمارات متواصلة في البنيات التحتية والتكوين والحكامة الرياضية، تحول المغرب خلال السنوات الأخيرة إلى ركيزة أساسية لكرة القدم الإفريقية .
وأكد التقرير أن، استعداد المملكة، للمشاركة في تنظيم كأس العالم 2030، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، تعبير كافي لتأكيد حجم الرهان الاستراتيجي الذي وضعته على الرياضة، باعتبارها رافعة للتنمية وصورة البلاد دوليا.
وأوضحت نيويورك تايمز ، أنه في قلب هذا المشروع، يجري تشييد ملعب الحسن الثاني الكبير على مشارف الدار البيضاء، بطاقة استيعابية تصل إلى 115 ألف متفرج، وهو رقم غير مسبوق عالميا، يجعل منه مرشحا محتملا لاحتضان نهائي كأس العالم 2030، ليكون بذلك الأكبر في العالم ورمزًا لطموح مغربي يتجاوز الحدود القارية.
ولفتت الصحيفة، إلى أن، كأس الأمم الإفريقية، كما يراها المتابعون، أضحت بطولة لا يمكن تجاهلها ، لما تزخر به من مفاجآت وإثارة ونجوم من الطراز الرفيع، مبرزة أن تنظيم نسخة 2025 بالمغرب يعكس الثقة التي باتت تحظى بها المملكة لدى الهيئات الكروية القارية والدولية، على رأسها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والاتحاد الدولي فيفا ، اللذان أشادا مرارا بجودة الملاعب والمنشآت ذات المعايير العالمية .
وشدد التقرير، على أن الرهان المغربي لا يقتصر على التنظيم المحكم، بل يمتد إلى ما يحدث فوق المستطيل الأخضر، مشيرة إلى أن المنتخب الوطني، الذي لم يتوج بلقب كأس إفريقيا منذ 1976 ولم يبلغ النهائي منذ 2004، يدخل البطولة تحت ضغط التوقعات، خاصة بعد الإنجاز التاريخي في مونديال قطر 2022، حين أصبح أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ نصف نهائي كأس العالم.
من الحلم إلى واجب التتويج
خلق الخروج المبكر من النسخة الأخيرة للـ كان في كوت ديفوار، إحساسا عامًا بأن الوقت قد حان للمغرب كي يترجم تفوقه التنظيمي والاستثماري إلى ألقاب قارية، وهو ما عبّر عنه المدرب الوطني وليد الركراكي، الذي تولى قيادة المنتخب سنة 2022، ونجح في فترة وجيزة في إعادة تشكيل هوية تنافسية لأسود الأطلس .
في هذا السياق، أوضحت نيويورك تايمز أن وليد الركراكي، أظهر منذ توليه المسؤولية شخصية قيادية واضحة، واعتبر أن التحدي الحقيقي يكمن في تغيير ذهنية اللاعبين، من مجرد مشاركين متحمسين في البطولات القارية والعالمية إلى منتصرين ، قادرين على حصد الألقاب في وقت وجيز.
وبين التنظيم المحكم، والبنيات التحتية العملاقة، والطموح الرياضي المتزايد، يبعث المغرب رسالة واضحة إلى القارة والعالم، مفادها أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة، بل مشروع دولة متكامل.
ومن الكان 2025 إلى مونديال 2030، يسعى المغرب إلى تثبيت نفسه كقوة كروية عظمى، ليس فقط بما يبنيه من ملاعب، بل بما يحققه من نتائج، وبما يقدمه كنموذج إفريقي في الرؤية والتخطيط والإنجاز، تختم نيويورك تايمز .
هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24
