بحضور شخصيات فنية وثقافية.. تفاصيل احتفالية "علي أحمد باكثير.. 115 عامًا من التأثير"

احتفلت مؤسسة حضرموت للثقافة، بالتعاون مع ضي للثقافة والإعلام، بذكرى مرور 115 عامًا على ميلاد الأديب العربي الكبير علي أحمد باكثير، مساء الإثنين وذلك خلال احتفالية ثقافية وفنية أُقيمت على المسرح الكبير بدار الأوبرا، بحضور نخبة من المثقفين والفنانين والشخصيات العامة.

جاءت الاحتفالية التي قدمتها الإعلامية سالي سعيد تحت عنوان "علي أحمد باكثير.. 115 عامًا من التأثير"، واستهدفت تسليط الضوء على المسيرة الإبداعية للأديب الراحل، الذي يُعد أحد أبرز رموز الأدب العربي في القرن العشرين، وترك أعمالًا خالدة في الرواية والمسرح والسينما، شكّلت وجدان أجيال متعاقبة، بالإضافة إلى إطلاق جائزة سنوية باسمه قيمة الجائزة 10000 دولارًا أمريكيًا.

وشهدت الفعالية حضور عدد من الفنانين والشخصيات البارزة في الوسطين الثقافي والفني من بينهم: معمر بن مطهر الإرياني، وزير الثقافة والإعلام والسياحة اليمني، والفنانة رانيا فريد شوقي، والفنان محسن منصور، والفنان ميدو عادل، إلى جانب الكاتب الكبير محمد سلماوي، ومخرج عرض الختام أحمد فؤاد، والفنان محمد فهيم، والفنان نور محمود، في أمسية ثقافية احتفت بالكلمة والإبداع العربي.

وافتُتحت الفعالية بكلمة زياد باسمير، رئيس مؤسسة ضي للثقافة والإعلام، الذي أعرب عن اعتزازه بتنظيم هذه الاحتفالية، مؤكدًا أن التحضير لها استغرق وقتًا وجهدًا كبيرين.

وعقب كلمته، تم الإعلان رسميًا عن إطلاق الجائزة السنوية، تلاه عرض فيديو توثيقي استعرض فكرة الجائزة وأهدافها ومسيرتها الثقافية.

ويترأس اللجنة العليا للجائزة الكاتب والأديب الكبير محمد سلماوي، وتبلغ قيمة الجائزة 10 آلاف دولار أمريكي.

تُمنح الجائزة في أحد المجالات الرئيسة التي تعكس تنوع تجربة باكثير الأدبية، وتشمل: الشعر، الكتابة المسرحية، الرواية، الترجمة الأدبية، النقد الأدبي.

من جانبه ألقى الدكتور عبد الله بانخر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حضرموت للثقافة، وعضو مجلس المؤسسين كلمته، نيابة عن المهندس عبد الله أحمد بقشان رئيس مجلس المؤسسين حيث رحّب بالحضور، وقال: "نلتقي مساء اليوم في قلعة الإبداع والمجد لكل المبدعين، ونسعى دائمًا لتمكين الشباب ودعمهم، ليقدموا إبداعهم بشكل قوي ومؤثر".

وأكد "بانخر" أن الاحتفال يكرّم شخصية إبداعية استثنائية، قائلًا: "نحتفل اليوم بالرجل الذي بدأ من مصر وانتقل إلى العالم أجمع، باعتدال ووسطية لم نشهد لهما مثيلًا. هذه الاحتفالية لم تكن وليدة اللحظة، بل هي مشروع يُخطط له منذ وقت طويل".

وأشار إلى إنتاج فيلم وثائقي عن مسيرة "باكثير"، تم عرض جزء منه خلال المؤتمر الصحفي، على أن يُعرض العمل كاملًا لاحقًا عبر القنوات التلفزيونية، معربًا عن سعادته بالحضور الكبير من الضيوف والمثقفين. كما لفت إلى تزامن تجربة باكثير مع نجيب محفوظ في الزمن نفسه، وحتى على مستوى الجوائز الأدبية.

ومن جانبه، ألقى الأديب الكبير محمد سلماوي، رئيس الجائزة، كلمة أكد فيها القيمة الرمزية والثقافية للاحتفاء، قائلًا: "أشكر الدكتور عبد الله بانخر في هذا المساء الذي تنتصر فيه الكلمة. نحتفي اليوم باسم لم يكن عابرًا في الأدب العربي، وأعماله دليل واضح على مكانته المختلفة".

وأوضح "سلماوي" أن "باكثير" لم يكن كاتبًا يسعى لإشباع الذات، بل صاحب رسالة آمن بأهمية الكلمة، وجاء إلى الأدب محمّلًا بثقافة واسعة وروح قلقة تبحث عن المعنى، فكتب الشعر والمسرح والرواية والنقد الأدبي، وأنجز ترجمات مهمة، ما أثبت أن الإنسان العربي قادر على تحويل المعرفة إلى فعل حضاري مؤثر.

وأضاف: "تميّز (باكثير) بجرأة فكرية نادرة، واستفاد من التراث الثقافي، وكان مؤمنًا بالحداثة. وفي أعماله، لم يكن التاريخ مجرد سرد للوقائع، بل مرآة للواقع ووسيلة لاستشراف المستقبل".

وأشار إلى خصوصية لغته الأدبية، مؤكدًا أنها كانت عميقة دون تكلف أو غموض، مشغولة بالمعنى والنغم والموسيقى، تجمع بين فصاحة التراث وحداثة المعاصر، لتصل إلى القارئ والمشاهد في آن واحد.

وأكد أن أعماله جعلته شاهدًا على عصر مصيري في تاريخ الأمة العربية، منحازًا للإنسان في صراعه ضد القهر والظلم، وجعل من الأدب فعلًا إنسانيًا كبيرًا، حيث تشبعت أعماله بالأسئلة الكبرى حول الحرية والعدل والهوية والمصير، وكان الإيمان بالقومية العربية ركيزة أساسية لديه، لا كشعار سياسي عابر، بل كوعي حضاري عميق.

وأوضح أن كلمته تجاوزت الحدود الجغرافية، وجعلت من العروبة مصيرًا واحدًا، وهو ما انعكس في أعماله الأدبية التي استلهمت روح الحرية والكرامة، وقدمت شخصيات تناضل من أجل الإنسان وقيمه.

شهدت الاحتفالية تكريم عدد من الرموز الفنية البارزة التي شاركت في رحلة "باكثير" الفنية حيث: كرّمت المؤسسة اسم الفنان حسين رياض، واسم الفنان أحمد مظهر، وكُرّم اسم الفنان محمد عوض، كما تم تكريم الفنانة لبنى عبد العزيز، والفنانة سميرة أحمد.

وتضمن ختام برنامج الاحتفالية عرضًا مسرحيًا بعنوان "متحف باكثير"، من دراماتورج وإخراج أحمد فؤاد، قُدِّم برؤية معاصرة تستلهم أعمال علي أحمد باكثير الأدبية والفنية، بمشاركة 36 فنانًا من مركز الإبداع الفني وأكاديمية الفنون وحضرموت.

واستعرض العرض عددًا من أبرز أعمال باكثير التي تحولت إلى أعمال مسرحية وسينمائية، من بينها "وإسلاماه"، "الشيماء"، "سلامة"، إلى جانب مسرحيات مثل "جلفدان هانم"، "قطط وفئران"، "الحاكم بأمر الله"، وغيرها، مع تسليط الضوء على الشخصيات التاريخية والأسطورية التي تناولها الكاتب في أعماله، في معالجة جمعت بين العصور الفرعونية والإسلامية والحديثة.

"متحف باكثير" من بطولة معتصم شعبان، محمد الدمراوي، نور صالح، محمد عادل، فادي رأفت، نسمة عادل، آيه خلف، محمد سعيد، سيف أشرف، هاجر البديوي، أمنية بكر، فاطمة عماد، ومن حضرموت حسن عرفان ومجموعة من فريق مسرح حقوق.

العرض من إنتاج مؤسسة حضرموت للثقافة، وإشراف عام دكتور عبدالله بانخر، المنتج المنفذ أحمد فؤاد، مدير المشروع محمد مبروك، المنتج الفني أحمد الشاذلي، ديكور عبد المنعم المصري، موسيقى أحمد كيكار، أزياء أميرة صابر، إضاءة ياسر شعلان، أداء حركي محمد بيلا، هندسة الصوت محمود عبد اللطيف، ميكب ارتست ماجد جمال، سوشيال ميديا وتصميم دعاية خالد مهيب، تصوير محمود السيسي، مساعدي الإخراج محمد طارق وأشرف قطامش، ومن حضرموت عمر مجلد شارك في ورشة الكتابة ومبارك بن جوهر، ومُخرج منفذ بسنت سامي.


هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بوابة دار الهلال

منذ 7 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 8 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 9 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 5 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 10 ساعات
مصراوي منذ 11 ساعة
صحيفة الدستور المصرية منذ 11 ساعة
جريدة الشروق منذ 7 ساعات
بوابة أخبار اليوم منذ 11 ساعة
موقع صدى البلد منذ 5 ساعات