شرع المستشفى الطبي-الجراحي الميداني، الذي أقامته القوات المسلحة الملكية بجماعة تونفيت (إقليم ميدلت)، تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، أول أمس الاثنين، في تقديم خدماته الرامية إلى توفير المساعدة اللازمة لساكنة المناطق الجبلية في مواجهة قساوة فصل الشتاء.
ويندرج إقامة هذه البنية الصحية في إطار العناية التي ما فتئ الملك يحيط بها ساكنة العالم القروي، لاسيما القاطنة بالمناطق الجبلية التي تشهد ظروفا مناخية صعبة وانخفاضا ملحوظا في درجات الحرارة خلال هذه الفترة من السنة.
ويجسد المستشفى العسكري الميداني بتونفيت، الذي يمكن أن يجري زهاء 300 فحص طبي يوميا، حرص القوات المسلحة الملكية على إغاثة الساكنة الأكثر عرضة لموجات البرد. ولهذه الغاية، عبأت القوات المسلحة وسائل لوجستية ومادية هامة، فضلا عن أطقم طبية وشبه طبية تضم أطباء وممرضين وتقنيين متخصصين، لضمان استجابة سريعة وفعالة للحاجيات الصحية للساكنة المستهدفة.
وتوفر هذه الوحدة الاستشفائية الميدانية عرضا صحيا متنوعا يشمل تخصصات الطب العام، والطب الباطني، وطب النساء والتوليد، وطب الأطفال، وطب العيون، وطب الأنف والأذن والحنجرة، وطب الأسنان، وجراحة الأحشاء، وكذا طب الرضوض.
وجُهزت هذه المنشأة بمعدات متطورة ومرافق متكاملة، تضم صيدلية، ومصلحة للأشعة، ومختبرا للتحليلات الطبية، وقسما للمستعجلات، وقاعة للإنعاش، ووحدتين للاستشفاء (رجال ونساء)، بالإضافة إلى مركب جراحي يتيح التكفل بمختلف الحالات الطبية والجراحية، بما فيها الحالات المستعجلة.
وسعيا لتعزيز ولوجية العلاج وتقريب الخدمات المتخصصة، يوفر المستشفى خدمات الطب عن بعد ، مما يتيح إجراء استشارات طبية فورية للمرضى مع أخصائيين، بتنسيق وثيق مع مختلف المستشفيات العسكرية بالمملكة.
وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب عدد من المستفيدين عن ارتياحهم الكبير لجودة الخدمات والعلاجات المقدمة من قبل الطاقم الطبي، مؤكدين أن هذه المبادرة الإنسانية مكنتهم من الاستفادة من رعاية صحية متعددة التخصصات دون تجشم عناء التنقل لمسافات طويلة.
وفي هذا الصدد، أشار ميمون، المنحدر من جماعة تونفيت، إلى استفادته من فحص دقيق لداء السكري وحصوله على الأدوية المناسبة، معربا عن امتنانه للقوات المسلحة الملكية على حسن الاستقبال والمواكبة الطبية.
من جانبها، أعربت فاطمة، التي استفادت من تتبع طبي دقيق لحالتها إثر عملية جراحية سابقة على المعدة، عن سعادتها بالحصول على الأدوية الضرورية، مشيدة بالجهود الدؤوبة للأطقم الطبية وشبه الطبية التي سخرتها القوات المسلحة الملكية لهذه المهمة النبيلة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه البنية الصحية تعد واحدة من ثلاثة مستشفيات عسكرية ميدانية تم إنشاؤها بشكل متزامن، تنفيذا للتعليمات الملكية، في كل من جماعات آيت امحمد (إقليم أزيلال)، ويركان (إقليم الحوز)، وتونفيت (إقليم ميدلت)، للتخفيف من آثار موجة البرد القارس.
هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24
