على درب زبيدة الخامس ننطلق في ربوع بلادنا

يكاد العام يمضي وقصة درب زبيدة القادمة قادمة والماضية لم تكتمل.. دربنا الماضي على قافلة درب زبيدة كان مختلفا في تجربتي عن الأعوام السابقة، حيث لم أركب دراجة ولا حصانا ولا جملا وإنما عدت للمشي على رجلي ليس لانتهاء المغامرات الممكنة والمحتملة ولكن لأني كنت مصابة هذا العام وليس أمامي سوى أن أمشي جزءا من الطريق وأعاود المحاولة بعد أن تضرر وركي على إثر سباق طويق الجبلي الذي سابقت فيه بمسافة 25 كم وحققت المركز الثاني لفئة الستين العمرية، لكني لم ألبث بعده بأسبوع أن تذكر جسمي الإنهاك الذي حملته إياه بهذه التجربة، مع أنها الثانية، لكن لسبب لم أفهمه تقوقع جسمي على نفسه ورفض أن أستمر في الركض ودخلت في سلسلة من جلسات العلاج الطبيعي التي لم تنجح كليا. المهم أن أبا سلطان لم يقبل ألا أشارك في الدرب وطلب مني أن أشارك قدر طاقتي، وقد كان محقا والتجربة أثبتت أن جسدي ما زال يستجيب لنداءات البيئة والطبيعة فكنت كل يوم أمشي مسافة أطول من الأولى وهكذا أنهيت 28 كم في الأيام الثلاثة بين فيد وسميراء.

وكانت تجربة مختلفة عن السنة الأولى التي مشيت فيها لعشرة أيام مسافة 360 كم، وهي تجربة كنت أخوضها للمرة الأولى، فلا أكتفي بالقول إنها كانت متعبة، ولكن فوق ذلك بمراحل عدة لكنه كان تحديا مع النفس أن أكمل كل يوم ما بدأته.

لكن هذا العام كان الوضع مختلفا، ربما لأنه لم يكن لدي هذا الضغط النفسي لأكمل خارج طاقتي، ومن ناحية أخرى أظن أن اللياقة اختلفت جدا بعد أربع سنوات من ممارسة شتى أنواع الرياضة، فكانت هناك متعة لا سيما مع الصحبة الجميلة والقصص والمفارقات في الصباحات الباردة أو الصراع مع الخيام في غلقها وغلقها، أو في التجمع خارج خيامنا لمراقبة غروب الشمس بعد انتهاء المسيرة والعودة لمخيمنا.. مشاهد خلابة كالعادة فضلا عن أفراد القافلة الذين أصبحوا كالأهل، نسأل عن بعضنا بعد غياب عام وأين أصبحنا وما أنجزنا أو أبحرنا، فضلا عن متعة المشي في ظل الحوارات الشيقة والنقاشات العميقة والتأملات التي لا تنتهي في الطبيعة وفي درب الحج وحجاجه والسيدة زبيدة ورؤيتها الثاقبة لخدمة حجيج بيت الله الحرام.

كان الجميل في هذا التجمع السنوي الصداقات التي تنشأ والاتفاقات التي تتطور لمشاريع قادمة أو آنية، عفوية أو بتخطيط. هذا العام قد رتبت مهام علمية وبحثية في العلا على إثر درب زبيدة بعد يوم التأسيس في فبراير 2025، وقد قررت استئجار سيارة والسفر بها من حائل إلى العلا، حيث سبق أن سلكت هذا الطريق بالعكس مع العزيزة د. عواطف القنيبط، ويستغرق حوالي أربع ساعات. وسألت من يرغب في الانضمام إلي، فبعد مداولات مع العديد ممن يحتاج إلى اتخاذ قرار وتغيير مسارات، حتى انتهينا إلى أن نكون أربعة في سيارة أحد الأصدقاء من قافلة الدرب وإحدى الصديقات الجدد من هولندا وصديقتي العتيدة الدكتورة آسيا الرواف وانطلقنا في مغامرتنا صباح اليوم الأخير من حائل.

فاتجهنا صباحا بعد الإفطار الملوكي عند أبي سلطان نحو العلا. لكن ونحن في منتصف الطريق طرح رأي بأن نمر على موقع طبيعي يدعى «محجة عنزة» في غاية الجمال، لطالما تغنى به الرحالة. يقع على هذا الطريق إلى الشمال منه قليلا، وحاولنا أن نقنع أحد أهل حائل الخبيرين في هذه الطرق ليرافقنا لكنه للأسف لم يتمكن، فاعتمدنا على جوجل ماب وما يمكنه أن يشير علينا به، لكن هذا لم يكن كافيا نظرا إلى أن الطريق للوصول إليها كان ترابيا. فقررنا أثناء مرورنا ببقالة أن نسأل عمن يعرف الطريق إلى المحجة، فرد أحدهم بأن عائلته مخيمة بالقرب منها وأنه متجه إليهم الآن ويمكننا اللحاق به. فلم نتردد والوقت كان ما زال باكرا، كانت الساعة الثانية عشرة ظهرا، فسرنا وراءه على طريق ترابي لمسافة طويلة ثم توقفنا لينحدر باتجاه خيمة أهله التي بدت في البعد، وقال انتظروا. فانتظرنا مدة طويلة ولم يأت ولم نتبادل معه رقم هاتفه وليس هناك إرسال بالأساس، وبعد التقاط كل الصور الممكنة والاستمتاع بالوقفة والاستراحة، لم يعد.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة مكة

منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 11 ساعة
قناة الإخبارية السعودية منذ 9 ساعات
صحيفة سبق منذ 4 ساعات
صحيفة سبق منذ 10 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 9 ساعات
صحيفة عكاظ منذ ساعة
صحيفة سبق منذ 23 ساعة
صحيفة الوئام منذ 22 ساعة