القرآن الكريم.. ضياء النشأة وبوصلة القيم في زمن التحديات

يمثل القرآن الكريم حجر الأساس في بناء شخصية النشء والأطفال، فهو كلام الله الخالد الذي يهدي للتي هي أقوم، كما قال تعالى:

«إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ»، «الإسراء: 9».

ومن هنا، لا تقتصر أهمية القرآن على كونه كتاب عبادة، بل يمتد دوره ليكون منهاج حياة متكاملاً، يُنير العقول، ويهذب السلوك، ويرسّخ القيم الإنسانية النبيلة.

ولم يكن تأثير القرآن قاصراً على الأفراد فحسب، بل أحدث تحولاً جذرياً في أخلاق المجتمع الإسلامي بأكمله؛ إذ نقل المسلمين من حال التبعية والاتباع الأعمى، ومن ثقافة تقوم على العصبية والجهل، إلى أمة جعلت من العلم والفهم والتفكر أساساً لنهضتها. فقد كان أول ما نزل من الوحي دعوة صريحة للقراءة والتعلم، في قوله تعالى:

«اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ»، «العلق: 1». وهو ما أسس لوعي جديد يربط العبادة بالعقل، والإيمان بالعلم، والطاعة بالفهم لا بالجمود. وقد رسّخ القرآن هذا التحول من خلال دعوته المتكررة للتفكر والتدبر، ورفضه لفكرة العبودية الفكرية، كما في قوله تعالى: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ». وقوله: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ»، «الزمر: 9».

وبذلك أسهم القرآن في بناء إنسان مسلم واعٍ، يعبد الله عن علم وبصيرة، ويشارك في عمران الأرض بعقل منفتح وأخلاق راقية.

وفي مرحلة الطفولة، حيث تتشكل الملامح الأولى للشخصية، يكون الارتباط بالقرآن الكريم بمثابة ضياءٍ مبكر يحصّن القلب والعقل معاً. فالطفل الذي ينشأ على سماع آيات الله وحفظها، يتشرّب معاني الطمأنينة والسكينة، مصداقًا لقوله تعالى:

«أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، «الرعد: 28».

كما يسهم القرآن في غرس القيم الأخلاقية الرفيعة، من صدق وأمانة ورحمة واحترام للآخر، وهي القيم التي يحتاجها النشء في مواجهة تحديات العصر وتسارع إيقاع الحياة. ويؤكد الله سبحانه وتعالى هذا الأثر التربوي بقوله:

«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ»، «الإسراء: 82». وفي هذا السياق، برز برنامج «دولة التلاوة» كنموذج إعلامي ناجح أعاد تسليط الضوء على مكانة القرآن في القلوب، حيث تصدر قوائم المشاهدة وجذب اهتمام الجمهور، مؤكداً أن حب كتاب الله لايزال راسخاً في الوجدان العام. وقد أسهم البرنامج في تشجيع الأطفال والنشء على الإقبال على حفظ القرآن وتجويده، في تجسيد عملي لقوله تعالى:

«وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ»، «القمر: 17».

وهذا يؤكد أن القرآن الكريم سيبقى أعظم زاد للنشء، ونوراً يهدي خطواتهم، كما قال تعالى: «قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ»، «المائدة: 15».

وكلما تعلّق الأطفال بالقرآن الكريم، زادت الطمأنينة في نفوسهم وشعورهم بالأمان، فآيات الله تغرس في قلوبهم معاني الرحمة، والصدق، والعدل، واحترام الآخر. كما يسهم القرآن في.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن البحرينية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الوطن البحرينية

منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
صحيفة البلاد البحرينية منذ 4 ساعات
صحيفة البلاد البحرينية منذ 13 ساعة
صحيفة الوطن البحرينية منذ 14 ساعة
صحيفة الأيام البحرينية منذ 5 ساعات
صحيفة البلاد البحرينية منذ 12 ساعة
صحيفة البلاد البحرينية منذ 14 ساعة
صحيفة البلاد البحرينية منذ 3 ساعات
صحيفة البلاد البحرينية منذ 12 ساعة