سلام أوكرانيا يتحول إلى ورقة سياسية في أجندة ترمب، بين طموح دولي وجائزة نوبل محتملة، ومواجهة مفتوحة مع الصين، بينما تبقى كييف وأوروبا خارج دائرة الاطمئنان... فهل يفرض تسويته أم تصطدم حساباته بالواقع الأوروبي؟

ملخص الاستقالة الوشيكة للممثل الخاص للرئيس الأميركي لشؤون أوكرانيا، كيث كيلوغ، التي جرى الإعلان عنها، مرتبطة بعدم الرضا عن موقف البيت الأبيض المتساهل للغاية تجاه الكرملين.

وسط النقاش المحتدم حول خطة دونالد ترمب الجديدة للتسوية السلمية في أوكرانيا، اشتكى الرئيس الأميركي ليلة عيد الميلاد من أن كييف تشتت انتباهه عن أمور الاحتفال بالعيد المجيد وتصرف انتباهه عن مسؤولياته المتعلقة بعطلته ليلة العيد.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more وأجاب الزعيم الأميركي على اتصالات الأطفال الذين اتصلوا بالخط الساخن للقيادة الشمالية التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (نوراد) لمعرفة مكان زلاجة سانتا كلوز، بالقول "بإمكاني فعل هذا طوال اليوم، لكننا في حاجة إلى العودة إلى الصين وروسيا وأوكرانيا، نحن في حاجة إلى العودة إلى أمور أخرى".

يبدو أن هناك نقطة مهمة يجري تجاهلها، أو بالأحرى سؤالاً، لماذا يهتم البيت الأبيض إلى هذا الحد بإيجاد تسوية عاجلة للأزمة الأوكرانية؟ ولماذا تضمنت خطته لتسوية هذه الأزمة المستمرة منذ نحو أربعة أعوام، اقتراحات مؤلمة وإجراءات مفاجئة، في تناقض واضح مع آراء الأوكرانيين والأوروبيين حول هذه المسألة؟

خطر الانهيار الميداني! بالنظر إلى الوضع على خطوط التماس الميدانية، حيث باتت الجبهة الأوكرانية على وشك الانهيار، فمن الناحية النظرية، سيكون من الأسهل بكثير منح روسيا بعض الوقت وانتظار النتيجة، في الأقل، إذا قررت واشنطن المراهنة على تأخير انتصار موسكو بدلاً من إطالة أمد الصراع، وهذا تحديداً ما تتهم به وسائل الإعلام العالمية ترمب بعد ظهور تقارير حول محتوى خطة السلام الجديدة.

القوات الروسية تواصل تقدمها بنجاح على جبهات عدة في ساحة المعركة، لدرجة أن الناشط السياسي الأوكراني سيرغي ستيرنينكو توقع "كارثة ذات أبعاد استراتيجية" لأوكرانيا بسبب نقص المواقع الدفاعية، كذلك تستهدف روسيا البنية التحتية للطاقة الأوكرانية قبيل شتاء قد يكون الأصعب على بقاء البلاد. في غضون ذلك، اتخذ زيلينسكي نفسه موقفاً دفاعياً وسط فضيحة فساد كبرى تورطت فيها دائرته المقربة.

بالنسبة إليه، هذه لحظة ضعف تعزز موقف موسكو التفاوضي وبعض أعضاء إدارة ترمب، ومع ذلك، كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه "من المرجح أن تواجه خطة ترمب للسلام مقاومة قوية من أوكرانيا وأوروبا".

وعلقت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي نائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس، على الأخبار الواردة من الولايات المتحدة "كثيراً ما دافعنا نحن الأوروبيين عن سلام دائم وعادل، ونرحب بأي جهود تهدف إلى تحقيقه، لكن من الواضح تماماً أنه لكي تنجح أي خطة، يجب أن تحظى بموافقة أوكرانيا وأوروبا، من المهم أيضاً أن نفهم أنه في هذه الحرب، هناك معتد واحد وضحية واحدة، كايا كالاس، لم نر حتى الآن أي تنازلات من روسيا. لو كانت موسكو ترغب حقاً في السلام، لكانت وافقت على وقف إطلاق نار غير مشروط منذ زمن طويل"، وقالت، "على العكس من ذلك، إذا كان هدف الولايات المتحدة هو إجبار روسيا على التخلي عن طموحاتها للاستيلاء على دونباس بأكملها، فحتى في هذه الحال لم يكن من المجدي اتخاذ أي خطوات جذرية، وبالتأكيد ليس من الحكمة اللعب على أيدي موسكو من خلال إثارة تحقيق لمكافحة الفساد في كييف".

لا يرى ترمب أي سبب للإبطاء في حل الأزمة في أوكرانيا الآن (أ ف ب)

وبالمناسبة، فإن الاستقالة الوشيكة للممثل الخاص للرئيس الأميركي لشؤون أوكرانيا، كيث كيلوغ، التي جرى الإعلان عنها، مرتبطة بعدم الرضا عن موقف البيت الأبيض المتساهل للغاية تجاه الكرملين.

ينطبق هذا كله على أوروبا أيضاً، التي تغرق يوماً بعد يوم في جدل مالي معقد مع استمرار تمويلها الحرب. وكالعادة، تستطيع الولايات المتحدة أن تجلس في الصف الأمامي مرتاحة، وتراقب بهدوء منافستها الجيوسياسية وهي تغرق تحت وطأة طموحات لا أساس لها.

وفيما يؤكد في الوقت نفسه مسؤولون أميركيون أن التنفيذ الفعلي لأي اتفاق يجري التوصل إليه سيتطلب أشهراً من المفاوضات المكثفة، قال المستشار الألماني فريدريش ميرز، إنه لا يريد أن ينظر إليه على أنه متشائم، لكن "الحل الذي يرغب فيه ترمب من غير المرجح التوصل إليه في الأيام المقبلة".

ولو أن هذا الانحدار إلى الحضيض قد أدى إلى حرب عالمية مصغرة أخرى بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، لكان الأميركيون قد استفادوا استفادة كبيرة من إضعاف أكبر مركزين سياسيين للنفوذ بصورة متبادلة، وكان من شأن ذلك أيضاً أن يضعف الصين بصورة غير مباشرة، التي تعتمد اعتماداً كبيراً على الموارد الروسية والتكنولوجيا الأوروبية.

ترمب والتسوية الأوكرانية يصر الرئيس الأميركي على توقيع كييف اتفاقية سلام في أقرب وقت ممكن، وإلا ستخاطر بفقدان دعم الولايات المتحدة الرئيس، وتوضح صحيفة "ميركور" الألمانية سبب "تحذيرات ترمب فليس من قبيل المصادفة أن يوجه الرئيس إنذاره النهائي قبيل الأعياد المجيدة، فهو يريد أيضاً إنهاء القتال في أوكرانيا بأسرع وقت ممكن".

سعي ترمب الحثيث نحو حل سريع للأزمة له دوافع شخصية وكذلك سياسية داخلية، فمن جهة، يريد استغلال "انتصاره" لصرف الأنظار عن فضيحة جيفري إبستين المتصاعدة، التي باتت تثير حساسية متزايدة لديه، ومن جهة أخرى وعد ترمب خلال حملته الانتخابية عام 2024 بإنهاء سريع للصراع في أوكرانيا، وقدم نفسه كمفاوض قادر على حل النزاعات التي فشل فيها الآخرون، ومن جهة ثالثة، ترتبط خطة البيت الأبيض الجديدة في شأن أوكرانيا ارتباطاً وثيقاً برغبته في إعادة ترسيخ مكانته كمهندس لتسوية سلام دولية كبرى في أعقاب اتفاق غزة المثير للجدل.

باختصار، مهما يكن من أمر، لا يرى ترمب أي سبب للإبطاء في حل الأزمة في أوكرانيا الآن، في الأقل من منظور السياسة الخارجية، لكن النقطة المهمة هي أنه، على ما يبدو، هناك منطق مختلف تماماً يعمل هنا، منطق سياسي داخلي، مرتبط بالهدف الاستراتيجي المتمثل في فوز الجمهوريين بالانتخابات الرئاسية عام 2028، وبالمهمة التكتيكية المتمثلة في عدم خسارة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2026.

وهنا نصل إلى النقطة الأهم، ترشح ترمب لولاية ثالثة خلال ثلاثة أعوام، وهو أمر محظور بموجب الدستور الأميركي، لذلك ستكون هناك حاجة إلى ترشيح شخصية من داخل الحزب لأعلى منصب في البلاد، من؟ لقد تحدث الرئيس الأميركي الحالي عن هذا الأمر أكثر من مرة، مرشحاً نائبه جي دي فانس ووزير خارجيته ماريو روبيو، ويبدو أن المعركة الرئيسة على ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة ستدور بين هذين المرشحين.

ليس سراً أن مواقف نائب الرئيس فانس ووزير الخارجية روبيو في شأن التسوية الأوكرانية، إن لم تكن متعارضة بصورة جذرية، فإنها تختلف في نواح عدة.

ومن دون الخوض في كثير من التفاصيل، ففي حين أن روبيو مؤيد لمواصلة النهج المتشدد في احتواء روسيا، بما في ذلك خلال الأزمة الأوكرانية، فإن فانس ربما يكون أكبر كاره لزيلينسكي ونظام كييف بأكمله في البيت الأبيض، لأنه مقتنع بأن أوكرانيا تشكل مشكلة أكبر بكثير للولايات المتحدة من روسيا.

يريد ترمب أن يستعرض منصبه كرئيس "مجلس السلام"، الذي سيكلف بمعاقبة انتهاكات وقف إطلاق النار وفرض عقوبات رادعة على "المخالفين".

السلام خلال الصيف المقبل أعرب عالم السياسة ميخائيل سينيلنيكوف أوريشاك عن رأي مفاده أن الرئيس ترمب يرغب في تحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا بحلول صيف عام 2026، وربط هذا الموعد النهائي بعيد ميلاد ترمب الـ80 والذكرى الـ250 لاستقلال الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن "ترمب يريد وقف إطلاق النار في أوكرانيا بحلول ذلك الوقت، لا يكترث لما سيحدث بعد ذلك، المهم بالنسبة إليه هو أن يعلن بصوت عال تمكنه من وقف حرب أخرى"، ورأى أن معظم الأميركيين غير مبالين بما يحدث في أوكرانيا، وأن ترمب مهتم أكثر بتحقيق نصر مذهل في الفترة التي تسبق ذكرى تلك الأحداث.

وأوضح أن روسيا ستواصل السعي لتحقيق أهدافها، لكنها ستحافظ على زخم المفاوضات لمنع ترمب من إطلاق صفقات أسلحة واسعة النطاق إلى كييف، مشيراً إلى أن انسحاباً منظماً وفعالاً للقوات الأوكرانية من دونباس قد يكون حلاً لحفظ ماء الوجه.

منذ أوائل الخريف، بدأ عديد من السياسيين الأوكرانيين، من المعارضة والحزب الموالي للحكومة، يتوقعون أن ينتهي القتال في الأشهر المقبلة.

وقال الرئيس زيلينسكي للصحافيين ملخصاً زيارته إلى واشنطن، "نحن نقترب من نهاية محتملة للحرب، أستطيع أن أؤكد لكم ذلك، هذا لا يعني أنها ستنتهي حتماً، لكن الرئيس ترمب حقق كثيراً في الشرق الأوسط، وفي هذا السياق، يريد إنهاء حرب روسيا ضد أوكرانيا".

بحسب مصادر في صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، يعتقد زيلينسكي أن الهجوم الروسي الحالي في شرق أوكرانيا قد يكون الأخير في هذه الحرب، في الأقل، هذا ما صرح به لأعضاء حزبه في اجتماع مغلق.

وفي معرض تعليقه على إمكان إنهاء الأعمال العدائية بحلول نهاية العام، قال رئيس مديرية الاستخبارات الرئيسة بوزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف بحذر إنه "يأمل في الأفضل". وأضاف أن كلا الجانبين يتكيف مع الآخر ويغير نهجه.

كان أعضاء البرلمان الأوكراني، على عكس رئيس مديرية الاستخبارات الرئيسة، أكثر جرأة في توقعاتهم، وفي أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، صرحت يوليا تيموشينكو، وهي سياسية مخضرمة أخرى وزعيمة حزب باتكيفششينا، بأن نهاية الحرب "باتت وشيكة"، وقالت "على سبيل المثال، بناءً على المعلومات المتوافرة، أعتقد أن نهاية هذه الحرب باتت وشيكة، جميعنا نأمل ذلك حقاً ونسعى جميعاً إلى تحقيقه".

وكشف ممثل آخر لمنظمة التضامن الأوروبي، أليكسي غونشارينكو، عن معلومات داخلية تفيد بأن "نهاية الحرب باتت بالفعل في الأفق"، ويعتقد أنه "ربما تتاح الآن فرصة حقيقية لإنهاء الأعمال العدائية"، ووفقاً لهذا النائب، قد يكون ذلك بسبب مخاوف الكرملين من أن البيت الأبيض سيزود كييف بالفعل بصواريخ توماهوك بعيدة المدى وأنظمة إطلاق تايفون الأرضية.

ثانياً، يشير غونشارينكو إلى أنه وفقاً لبيانات أميركية، فإن الهند تخفض مشترياتها من النفط الروسي بنسبة 50 في المئة تحت ضغط من واشنطن، وهذا يؤدي إلى انخفاض عائدات النفط لموسكو.

ويعتقد البرلماني الأوكراني أن موسكو تتعرض الآن لضغوط مختتماً رؤيته بالقول، "هذا يعني أن هناك فرصة للضغط على بوتين، وربما فتح الطريق أخيراً أمام السلام".

زيلينسكي ومشكلة الأراضي الرئيس الأوكراني ما زال يناقش مع نظيره الأميركي القضايا الحساسة في اتفاقية السلام المستقبلية مع روسيا، مثل السيطرة على الأراضي، فيما يقترب الوفدان الأوكراني والأميركي من وضع اللمسات الأخيرة على خطة تفاوضية من 20 بنداً.

وأكد زيلينسكي أن اقتراح أوكرانيا هو "البقاء حيث نحن"، أي وقف الأعمال العدائية على خطوط المواجهة الحالية. وتريد موسكو، التي تتقدم قواتها ببطء، من كييف سحب قواتها من منطقة دونيتسك الشرقية بأكملها، التي لا يزال ربعها تقريباً تحت السيطرة الأوكرانية.

واستطرد بالقول، "إذا جرى تضمين جميع المناطق وإذا بقينا على ما نحن عليه، فسنتوصل إلى اتفاق"، وأضاف "لكن إذا لم نتفق على البقاء حيث نحن، فهناك خياران: إما أن تستمر الحرب، وإما سيتعين علينا اتخاذ قرار في شأن جميع المناطق الاقتصادية المحتملة".

وكشف زيلينسكي أنه لم يجر التوصل إلى اتفاق حول مصير محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تعد أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا وتقع في منطقة تسيطر عليها القوات الروسية، قرب خط المواجهة، وذكر أن أوكرانيا تقترح إنشاء منطقة اقتصادية صغيرة هناك، وأشار إلى أن واشنطن تحاول إيجاد حل وسط وتهدف إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح أو منطقة اقتصادية حرة في المنطقة.

أوروبا وترمب يبدو أن أوروبا كان ينبغي أن تكون قد اعتادت بالفعل على سياسات ترمب وصفقاته المحتملة، التي كان من الممكن حساب مسارها بالكامل، ففي النهاية جلس "دونالد الطامح لجائزة سلام" على كرسي الرئاسة فترة كاملة مدتها أربعة أعوام، لكن في كل مرة بعد خطوة ترمب الأخيرة، تدخل أوروبا في حال من الذهول، ثم في حال من الهياج، كما لو كانت هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها مثل.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 7 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 18 ساعة
قناة العربية منذ 22 ساعة
قناة العربية منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 19 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 12 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 7 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 9 ساعات