ليس من السهل أن تضع شخصية بحجم، بدر شاكر السياب، تحت المجهر، لكن الأصعب والأخطر هو الطريقة التي يتم بها هذا الفعل، فالنقد مهما كان جريئًا يفقد شرعيته حين يغادر ميدان الفكر والنص، ويتسلّل إلى ميدان الجسد والشكل والهيأة.
وصف السياب بأنه ضعيف الشخصية، أو مهمل المظهر، أو استدعاء تفاصيل شكلية لا علاقة لها بإبداعه، لا يمكن تبريره أخلاقيًا ولا نقديًا، سواء قُدم على هيئة هجوم مباشر أو غُلف بادعاء «التعاطف الإنساني»، فالتعاطف القائم على الشكل ليس تعاطفًا، بل استعلاء نفسي مقنع، يُنزل الآخر من مقام الإنسان المفكر إلى «حالة» تُستدر لها الشفقة.
المشكلة لا تكمن في نقد السياب بوصفه إنسانًا متناقضًا أو صاحب تحوّلات فكرية وسياسية، فهذا نقد مشروع، بل وضروري، إنما تكمن في تحويل المظهر الخارجي إلى أداة حكم قيمي، وهو مسار لا ينتمي لأي مدرسة نقدية محترمة، بل يندرج ضمن الإسفاف الثقافي.
الأخطر من ذلك أن هذا الخطاب يُمارَس أحيانًا بحق رجل متوفٍ منذ عقود،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية
