يودع المغرب سنة 2025 على إيقاع طفرة مائية ملموسة أحيت الأمل في النفوس، حيث كشفت آخر البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة التجهيز والماء، اليوم الإثنين 29 دجنبر الجاري، عن تحسن ملحوظ في حقينة السدود الوطنية، مما يرسم لوحة تفاؤل حذرة للموسم الفلاحي المقبل وللأمن المائي الاستراتيجي للمملكة.
لغة الأرقام.. قفزة نوعية في الاحتياطيات
سجلت السدود المغربية نسبة ملء إجمالية بلغت 38%، بحقينة إجمالية ناهزت 6377 مليون متر مكعب، وهو رقم يترجم التحسن التدريجي والمستمر في الموارد المائية السطحية.
ويمثل هذا المخزون، الذي تجاوز عتبة 6.3 مليار متر مكعب، ركيزة أساسية لتأمين إمدادات الماء الشروب وتلبية الاحتياجات الملحة للموسم الفلاحي الحالي، مما يعكس نجاعة السياسات المائية المتبعة في مواجهة الإجهاد المائي.
خريطة الوفرة.. أبي رقراق و اللوكوس في الصدارة
تظهر القراءة التحليلية للأرقام تباينًا مشجعًا بين مختلف الأحواض المائية، حيث تصدر حوض أبي رقراق القائمة بنسبة ملء استثنائية بلغت 87.7%، مدفوعاً بالأداء العالي لسد سيدي محمد بن عبد الله الذي اقترب من طاقته القصوى بنسبة 92%.
وفي السياق ذاته، سجل حوض اللوكوس استقراراً حيوياً بنسبة ملء وصلت إلى 56.9%، مع بلوغ ثلاثة من سدوده، وهي الشريف الإدريسي وشفشاون والنخلة، لمستوى الامتلاء الكامل بنسبة 100%.
تعافٍ ملموس وتحديات قائمة
وفي مناطق أخرى من المملكة، أظهرت أحواض كير-زيز-غريس و تانسيفت تعافياً ملموساً بنسب بلغت 55.7% و53.2% على التوالي، بينما استقر حوض سبو عند حقينة هامة بلغت 2587 مليون متر مكعب، وهو رقم محوري لضمان الاستقرار في المناطق الفلاحية والصناعية الكبرى.
وعلى الرغم من هذه الانتعاشة، لا يزال حوض أم الربيع يواجه تحديات مستمرة بنسبة ملء لا تتجاوز 12.9%، مما يؤكد الأهمية القصوى للمشاريع الملكية الكبرى المتعلقة بـ الطرق السيارة للماء والربط بين الأحواض لضمان توزيع عادل ومستدام للموارد.
الاستراتيجية الوطنية.. من التدبير إلى الاستدامة
إن هذه الأرقام الإيجابية، بقدر ما تعكس نجاعة الاستراتيجية الوطنية للماء، تظل في الوقت نفسه دعوة مستمرة للمواطنين والفاعلين الاقتصاديين لترشيد الاستهلاك والحفاظ على هذا المورد الحيوي.
فالتغيرات المناخية تجعل من كل قطرة ماء قيمة لا تقدر بثمن، وهو ما يفرض استمرار روح المسؤولية لتعزيز هذه المكتسبات المائية.
وبذات التفاؤل، يخطو المغرب نحو العام الجديد بآمال معقودة على استمرارية الغيث لتعزيز الاستقرار المائي المنشود.
جريدة Le12 + منصة الما ديالنا
هذا المحتوى مقدم من Le12.ma
