يحظى فيتامين B12 باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة، مع تزايد الحديث عن دوره في تعزيز الطاقة، ودعم الأعصاب، وتحسين التركيز.
كما أصبحت مكملاته عنصراً شائعاً في مشروبات الطاقة والنقاشات الصحية على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن ما الدور الحقيقي الذي يؤديه هذا الفيتامين في الجسم؟ ومتى يصبح نقصه مصدر قلق؟
وفقًا لتصريحات نقلها موقع VeryWellHealth العلمي عن الدكتورة ريبيكا أندروز، أستاذة الطب في جامعة كونيتيكت الأميركية، فإن فيتامين B12 لا يمنح الطاقة بشكل مباشر، لكنه يلعب دورًا محوريًا في تمكين الجسم من استخراج الطاقة من الطعام .
ويسهم فيتامين B12 في عمليات الأيض المسؤولة عن تحويل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون إلى طاقة قابلة للاستخدام داخل الخلايا، من خلال إنتاج جزيء يُعرف باسم ATP، وهو مصدر الطاقة المباشر للخلايا.
كما يؤدي دورًا أساسيًا في تكوين خلايا الدم الحمراء، التي تنقل الأكسجين إلى الأنسجة، ما يجعل نقصه مرتبطًا بالإرهاق وضعف التحمل البدني.
إضافة إلى ذلك، يساعد B12 في الحفاظ على الميالين، وهي المادة العازلة للأعصاب، ما يجعله ضروريًا لصحة الجهاز العصبي، والذاكرة، والوظائف الإدراكية.
متى يحدث نقص فيتامين B12؟
لا يُفحص مستوى فيتامين B12 عادة ضمن التحاليل الروتينية، لكن الأطباء قد يطلبونه عند ظهور أعراض مثل التعب المزمن، وآلام العضلات، والتنميل، أو ضعف التركيز.
وتشير أبحاث حديثة إلى أن مستويات أقل من 450 بيكوغرام/مل قد تكون مرتبطة بنقص وظيفي، حتى لو بدت ضمن الحد الطبيعي سابقًا.
كما قد تؤدي بعض الأدوية، مثل الميتفورمين لعلاج السكري، أو أدوية الحموضة، أو أدوية إنقاص الوزن الحديثة، إلى خفض امتصاص الفيتامين.
كذلك ترتفع احتمالات النقص لدى المصابين بفقر الدم الخبيث، أو أمراض الأمعاء، أو من يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا صارمًا.
هل يحتاج الجميع إلى مكملات؟
في الغالب، يحصل معظم الناس على حاجتهم اليومية من B12 عبر الغذاء، مثل اللحوم، والأسماك، والبيض، والحليب، إضافة إلى الحبوب المدعّمة.
لكن في حالات النقص المؤكد أو ضعف الامتصاص، قد يوصي الطبيب بمكملات فموية بجرعات عالية، أو بحقن دورية.
ويحذّر الأطباء من تناول مكملات B12 دون استشارة طبية، رغم كونه فيتامينًا ذائبًا في الماء، لأن الجرعات المفرطة قد تسبب أعراضًا جانبية لدى بعض الأشخاص.
ويوضح الأطباء أن فيتامين B12 عنصر أساسي لصحة الأعصاب والدماغ وإنتاج الطاقة، لكن فعاليته لا تعني أنه حل سحري للإرهاق.
ويبقى التشخيص الدقيق، والمتابعة الطبية، والنظام الغذائي المتوازن، الأساس للحفاظ على مستوياته ضمن المعدل الصحي.
هذا المحتوى مقدم من Le12.ma
