كشفت بيانات حديثة عن اقتراب تدفقات النفط الخام الروسي إلى الهند من أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات، على الرغم من احتمالات تحسنها مطلع العام المقبل، بعد استئناف شركة «ريلاينس إندستريز» شراء الخام الروسي من جديد، بحسب ما أفادت به وكالة «بلومبرغ» اليوم الثلاثاء.

ووفقاً لبيانات شركة «كبلر» المتخصصة في تتبع حركة شحنات الطاقة، من المتوقع أن تبلغ تسليمات النفط الروسي إلى الهند نحو 1.1 مليون برميل يومياً خلال شهر ديسمبر الجاري، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2022.

ورغم هذا التراجع، فإن الكميات المتوقعة تظل أعلى من تقديرات سابقة لمسؤولين هنود، صدرت في وقت سابق من الشهر ذاته، عقب تشديد الولايات المتحدة إجراءاتها ضد قطاع الطاقة الروسي.

واردات الهند من النفط الروسي تتجاوز مليون برميل يومياً في ديسمبر

تراجع الطلب الهندي

وتراجع الطلب الهندي على الخام الروسي خلال الأشهر الماضية، في ظل تشديد الرقابة الأميركية على تجارة النفط مع موسكو، ما دفع المشترين الهنود إلى توخي الحذر.

بحسب «بلومبرغ» انخفضت الشحنات في يوليو الماضي، قبل أن تعاود الارتفاع تدريجياً مع عودة بعض شركات التكرير، من بينها «إنديان أويل كورب» و«بهارات بتروليوم كورب» المملوكتان للدولة، إلى شراء النفط الروسي المخفّض السعر.

ناقلة النفط الروسية العملاقة Astro Lupus.

في المقابل، علّقت «ريلاينس إندستريز»، أكبر شركة تكرير خاصة في الهند، مشترياتها من النفط الروسي عقب فرض الولايات المتحدة عقوبات على شركتي «روسنفت» و«لوك أويل» في أواخر أكتوبر الماضي، حيث مُنحت الشركات المستوردة مهلة شهر لإنهاء التعاملات مع المنتجين الخاضعين للعقوبات. إلا أن «ريلاينس» عادت مؤخراً إلى استيراد الخام الروسي من موردين غير مدرجين على قوائم العقوبات.

ويُستخدم النفط الروسي المستورد في مصفاة «جامناغار» التابعة لـ«ريلاينس» في ولاية غوجارات؛ لتلبية احتياجات السوق المحلية من الوقود، وليس بغرض التصدير، بحسب البيانات.

وأظهرت تقديرات «كبلر» أن إجمالي تدفقات النفط الروسي إلى الهند تباطأ إلى نحو 712 ألف برميل يومياً خلال الأسبوع الثاني من ديسمبر، قبل أن يعاود الارتفاع، بينما قُدرت الواردات في نوفمبر بنحو 1.8 مليون برميل يومياً.

كان مسؤولون هنود قد توقعوا في وقت سابق أن تبلغ التدفقات اليومية خلال ديسمبر نحو 800 ألف برميل فقط.

خطة الطاقة في الهند تتجاوز الغاز وتضاعف الاعتماد على الفحم

أسباب تراجع الواردات

يُعزى تراجع الواردات في ديسمبر إلى توقف «ريلاينس» مؤقتاً عن الشراء، فضلاً عن انخفاض الإمدادات إلى محطة «موندرا» التابعة لشركة «إتش بي سي إل-ميتّال إنرجي»، وعدم تلقي شركة «مانغالور للتكرير والبتروكيماويات» أي شحنات هذا الشهر، للمرة الأولى منذ سبتمبر 2022.

لم تصدر شركات «ريلاينس» و«إتش إم إي إل» و«إم آر بي إل» أي تعليق فوري على هذه التطورات.

في المقابل، قد تتلقى واردات الهند من النفط الروسي دعماً إضافياً من شركة «نايارا إنرجي»، المدعومة من «روسنفت» والخاضعة لعقوبات أوروبية، حيث تخطط الشركة لتأجيل أعمال الصيانة المقررة في مصفاة «فادينار»، والتي كانت مقررة مطلع العام المقبل، وهو ما قد يسهم في زيادة مشترياتها من الخام الروسي، وفقاً لما نقلته «بلومبرغ».

هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس