بالصور... أفضل 15 فيلما لعام 2024 #نكمن_في_التفاصيل

السينما تروي قصص حاضرنا، وقد أدهشني كيف عكست مجموعة أفلامي المفضلة لهذا العام، بشكل جميل وإن كان بحزنٍ، اثنين من أكثر همومنا إلحاحاً. أولاً التاريخ، وكيف يرمي بظله على الحاضر وكم نصبح ساذجين إذا تجاهلناه. ثانياً، الوحدة، والتي قد تبدو مثل شعور الحكم بالإعدام إذا لم نستطع إيجاد طريقة للتحدث إلى بعضنا البعض.

هذه الأفكار حاضرة، بصور خفية أو واضحة، في جميع الأفلام المدرجة في هذه القائمة. بالتأكيد، لم يكن ذلك مقصوداً، ولكن ربما كان من اللاوعي.

في ما يلي أفضل الأفلام التي تم طرحها في العام الماضي، مرتبة وفقاً لتواريخ إصدارها في المملكة المتحدة.

15. "الوحش" The Beast

في رواية هنري جيمس الصادرة عام 1903 "الوحش في الغابة"، يعزل رجل نفسه عن العالم بدافع الخوف من كارثة مجهولة، وهي "وحش" متجول، يسير في دوائر حول حياته، مستعد للهجوم.

الفيلم الذي أخرجه برتران بونيلو لم يكن مقتبساً بصورة كاملة من الرواية، إذ كشف أن "وحش" جيمس ازداد قوة وشراسة على مدى العقود. أحداث الفيلم مقسمة على فترات زمنية وتدور حول امرأة تدعى غابرييل (قامت بدورها الممثلة ليا سيدو)، يتم "تنقيتها" من حياتها الماضية من أجل خدمة مستقبل الذكاء الاصطناعي، الذي يحكمه المنطق بلا عاطفة، بكفاءة أكبر.

الفيلم ليس سعيداً، لكنه صادق، وقد يكون من الصعب التخلص من آثاره. في كل فترة زمنية هناك غابرييل ولويس الخاص بها (أدى دوره الممثل جورج ماكاي). سواء في عام 1910 أو 2014 أو 2044، تطغى مخاوف الزوجين وانعدام الأمن على قدرتهما على الحب. في القسم المعاصر، يشير المخرج إلى مدى خطورة مثل هذه العزلة المفروضة على الذات. في هذا القسم، يصور لويس على هاتفه تصريحات عنيفة ومعادية للنساء، وتعكس عالمنا الحقيقي. وكذلك فإنه يتوق إلى الارتباط لكنه يرفض الضعف [إمكانية التعرض للألم]، ولأنه لا يستطيع الاعتراف بأن الأول مستحيل من دون الثاني، فإنه يستسلم بدلاً من ذلك للكراهية والشعور بالأحقية. فيلم "الوحش" مأساة مخيفة، لكنها سواء وقعت في الماضي أو الحاضر أو المستقبل تنتمي إلينا بشكل كامل.

اقرأ مراجعتنا الأصلية لفيلم "الوحش"

14. "أربع بنات" Four Daughters

هناك شعور عالمي ربما يشدنا للعودة إلى ذكرياتنا، لإعادة النظر فيها بعيون الخبرة التي منحتها لنا السنوات، ولرؤيتها بمنظور أكثر وضوحاً. الفنون تمنحنا هذه الفرصة. في الفيلم الوثائقي التجريبي [يتخطى القالب التقليدي للأفلام الوثائقية. بدلاً من الاعتماد فقط على السرد الواقعي أو المقابلات، يستخدم الفيلم تقنيات غير مألوفة، مثل إعادة تمثيل الأحداث بمشاركة الشخصيات الحقيقية والممثلين] "أربع بنات" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، يتم مراجعة حياة ألفة الحمروني، التي انضمت ابنتاها الكبريان غفران ورحمة الشيخاوي إلى تنظيم الدولة الإسلامية، من خلال سلسلة من المشاهد التمثيلية الدرامية. بعض هذه المشاهد تتضمن ألفة. وفي المواقف الأكثر صعوبة، تتدخل الممثلة هند صبري [بدور ألفة]. تؤدي كل من ابنتيها الأصغر آية وتيسير الشيخاوي دورهما في الفيلم، بينما تلعب إشراق مطر ونور قروي دوري غفران ورحمة.

نجحت بن هنية في خلق مساحة لهؤلاء النساء للتعبير عن أنفسهن، لتبادل الحديث والمواجهة، ولمنح البنات الفرصة للتعبير عن مشاعر وأسرار طالما احتفظن بها داخلهن. والنتيجة هي رسم صورة معقدة للأمومة، تنحاز للتفهم والتعاطف بدلاً من الحكم أو الإدانة. إنه عمل يتجاوز كونه سرداً روائياً، ليصبح علاجاً جماعياً عبر الفن. مهما كان الأمر، فإن فيلم "بنات ألفة" يسلط الضوء على الأشياء التي غالباً ما يتم تركها في الظل.

13. "ني كاب" Kneecap

أنهت فرقة الهيب هوب الإيرلندية "ني كاب"، والتي نشأت في غرب بلفاست، عاماً استثنائياً بجولة عالمية وتقدير واسع في وسائل الإعلام، بعد فوزهم بقضية قانونية ضد كيمي بادينوك، زعيمة حزب المحافظين. القضية دارت حول قرارها، حين كانت وزيرة الأعمال، بحجب منحة فنية بقيمة 14250 جنيهاً استرلينياً، بدعوى أن الفرقة "تعارض المملكة المتحدة". وحضر عضو الفرقة دي جي بروفاي إلى المحكمة في سيارة شرطة مزيفة من نوع لاند روفر تحمل العلمين الإيرلندي والفلسطيني. هل يمكن إضافة هذه الواقعة إلى نهاية فيلمهم؟ سيكون ذلك خاتمة مثالية.

بالتعاون مع الكاتب والمخرج ريتش بيبيات والنجم مايكل فاسبندر، قدمت الفرقة (دي جي بروفاي، مو شارا، موغلاي باب، الذين أدوا أدوارهم بأنفسهم) فيلماً يعبر عن فنها وروحها المتمردة، وعن التحرر الذي تمنحه اللغة الإيرلندية، وعن حياة "جيل السلام"، الذين ولدوا بعد اتفاق الجمعة العظيمة [بين الحكومتين البريطانية والإيرلندية والأحزاب الإيرلندية، والذي أدى إلى وقف الاشتباكات في إيرلندا الشمالية]. الفيلم يجمع بين لحظات مؤثرة وكوميديا جامحة مليئة بالجنس والمخدرات لمصلحة الأصالة على حساب الاحترام (الاحترام لمن، على أية حال؟). بعض أحداثه خيالية، وأخرى حقيقية، مثل الواقعة الشهيرة التي كشف فيها دي جي بروفاي عن عبارة "اخرجوا أيها البريطانيون" المكتوبة على مؤخرته.

اقرأ مراجعتنا الأصلية لفيلم "ني كاب"

12. "أيام مثالية" Perfect Days

بينما يتناول العديد من الأفلام في هذه القائمة موضوع الوحدة، إلا أن فيلم "أيام مثالية" للمخرج فيم فيندرز هو الوحيد الذي يدعونا لتقبلها بدلاً من الخوف منها. ماذا لو أعدنا النظر في الانعزال ليس باعتباره غياب الأصدقاء أو الأحبة أو العائلة، بل كفرصة لتكوين روابط عميقة ومغذية مع العالم من حولنا؟ هيراياما (الذي لعب دوره الممثل كوجي ياكوشو) هو موظف في إحدى دورات المياه في طوكيو. يعيش وفق روتينه اليومي. نراه في صمت تأملي وهو يستعد للعمل، يصعد إلى شاحنته، ويشغل شريط كاسيت - الموسيقى مليئة بأغاني فرقة "ذا فيلفيت أندرغروند" The Velvet Underground وباتي سميث وأوتيس ريدينغ. هيراياما حر بما يكفي ليرى ما لا يراه الآخرون: الضوء المنقوش عبر الخرسانة، والشخص الذي يرقص وحيداً في الحديقة، والناس المتجمعون في المقاهي.

لم يضف فيندرز رومانسية على حياة هيراياما الزاهدة مثل الرهبان. يذكره زميله الصاخب تاكاشي (توكيو إيموتو) وأخته المنعزلة كيكو (يومي أسو) بعزلته. وفي بعض الأحيان، يواجه حزناً ناتجاً من تجارب مجهولة ضاعت. على رغم ذلك، فإن الفيلم يعطي إحساساً بالتعافي لأن أداء ياكوشو يفرض ذلك. الفيلم متين بطبيعته اللطيفة، ويبلغ ذروته بلقطة مذهلة على أنغام أغنية نينا سيمون Feeling Good، وهي ملخص لكل ما حدث من قبل، من دون الحديث بأي كلمة.

11. "المتحدّون" Challengers

يعيد فيلم "المتحدّون" صياغة قصة الفيلم الكلاسيكي "جول وجيم" Jules et Jim، الصادر عام 1962 والذي أخرجه فرانسوا تروفو ليتناسب مع عصر الرأسمالية المفرطة، حيث لم يعد من الممكن فصل الرغبة عن الإنجاز والكفاءة. بعيداً من أي لمسة بوهيمية [غير تقليدية]، يقدم الفيلم شخصيات لاعبي التنس تاشي دنكان (زيندايا)، وآرت دونالدسون (مايك فيست)، وباتريك زفيغ (جوش أوكونور)، حتى وإن كان الأخير يميل إلى النوم في سيارته أحياناً. في عالم المخرج لوكا غوادانينو، يكون الحب شرهاً (حرفياً كذلك في فيلمه عن آكلي لحوم البشر "بونز أند أول" [العظام وكل ذلك] Bones and All)، وغالباً ما يكون أنانياً أيضاً. يطرح الفيلم أسئلة جريئة حول سياسات الرغبة ويبقيها من دون إجابة: من يحب من بالضبط؟

هل يحب آرت وباتريك تاشي، أم يحبان بعضهما البعض؟ هل تحب تاشي، التي أجبرت على الاعتزال المبكر بسبب الإصابة، هذين الشابين، أم أنها تحب الطريقة التي يحبونها بها فقط؟ هل التنس هو معنى حياتهم، أم مجرد وسيلة للتنفيس عن رغبات مكبوتة؟ لا توجد إجابة قاطعة على هذه الأسئلة، بل يبقي جمهوره تحت تأثيره الساحر خصلات الشعر المبللة بالعرق، العضلات المشدودة، زيندايا في ذروة تألقها، ونغمات الموسيقى النابضة التي أبدعها ترينت ريزنور وأتيكوس روس. في هذا العالم، كل حوار هو مباراة تنس، وكل مباراة تنس هي مشهد حب.

اقرأ مراجعتنا الأصلية لفيلم "المتحدّون"

10. "كثبان رملية: الجزء الثاني" Dune: Part Two

قال المخرج ديني فيلنوف أثناء مقابلة في وقت سابق من هذا العام، بتصريح جريء نوعاً ما، "بصراحة، أنا أكره الحوار. لست مهتماً بالحوار على الإطلاق. قوة السينما تكمن في الصورة والصوت". في حين أن هناك عدداً من الأفلام في هذه القائمة تدحض نظريته، إلا أن فيلم "كثبان رملية: الجزء الثاني" دليل على أنه رجل يعيش وفقاً لقواعده الخاصة على الأقل. بعض المشاهد الفردية في الفيلم تحمل وزناً رمزياً بارداً أشبه بما قد تحمله قطعة أثرية مكتشفة حديثاً؛ معناها ليس واضحاً على الفور، لكنها غنية ومثيرة إلى حد يجعلها تستحوذ على الاهتمام إلى الأبد.

في حين أن الجزء الأول لعام 2021، المقتبس من النصف الأول من رواية الخيال العلمي للكاتب فرانك هربرت، كان مثيراً للرعب، فإن الجزء الثاني يزخر بالتهديد. يكتشف بول أتريدس (تيموثي شالامي)، الذي تتلاعب به والدته، ليدي جيسيكا (ريبيكا فيرغسون)، وعشيرتها بيني غيسريت من سحرة الفضاء، أن الطريق المرسوم له لا يؤدي سوى إلى الموت والدمار الجماعي. لكن، حتى على هذا النطاق الهائل، يعمل فيلنوف بحرفية دقيقة، سواء من خلال التغييرات الطفيفة التي أجراها على كتاب هربرت، أو الأداءات المسمومة التي قدمها شالاميه وفيرغسون وأوستن باتلر، الذي يلعب دور الخصم المتوحش فايد-راوثا. الفيلم ليس مجرد فيلم ضخم آخر، إنه تجربة سينمائية فريدة من نوعها.

اقرأ مراجعتنا الأصلية لفيلم "كثبان رملية: الجزء الثاني"

9. "جميعنا غرباء" All of Us Strangers

فيلم "جميعنا غرباء" هو قصة أشباح حدودها غير واضحة، عالق بين الذاكرة والحلم، وبين الحوارات الحقيقية وتلك التي تمنينا أن نخوضها قبل فوات الأوان. يقدم أندرو سكوت أداءً يُعد الأفضل في مسيرته المهنية، مستمداً قوته من حزن عميق يترك ملامحه وجسده في حالة من التوتر والارتباك الدائم. يجسد سكوت شخصية آدم، كاتب سيناريو محبط يعيش في مبنى حديث شبه خالٍ بجنوب لندن. فجأة، يظهر هاري (بول ميسكال) عند بابه، ثملاً ويتوق إلى التواصل.

في فجوة علاقتهما العاطفية، ينسج الكاتب والمخرج أندرو هاي، الذي اقتبس بشكل عام رواية تايتشي يامادا "الغرباء" الصادرة عام 1987، قصة مضطربة أخرى. يعود آدم إلى منزله في طفولته خارج كرويدون، ليجد والدته (كلير فوي) ووالده (جيمي بيل) هناك، على رغم أنهما فارقا الحياة منذ عقود. ينسحب إلى ماضيه، يرتدي ملابس النوم، ويجد نفسه في سريرهما، متسائلاً: لو كان قد وجد السلام في ذلك الوقت، هل كانت حياته الآن ستبدو أقل اضطراباً؟ يقدم الفيلم، الذي تم تصوير بعض مشاهده في منزل طفولة هاي، جرعة استثنائية من الصراحة والضعف قطعة من قلب الفنان، يمكن أن نجد فيها انعكاساً لجزء من قلوبنا نحن أيضاً.

اقرأ مراجعتنا الأصلية لفيلم "كلنا غرباء"

8. "كل ما نتخيله كضوء" All We Imagine as Light

أول فيلم هندي يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي، "كل ما نتخيله كضوء" هو تجسيد للوحدة لا يختلف كثيراً عن "جميعنا غرباء". فكلا العنوانين، والمزاج الذي يخلقهما، يوحيان بالشمولية. لكن بينما يحمل فيلم أندرو هاي ألماً حاداً يجرح الروح، يخفف فيلم بايال كاباديا هذا الألم ليصبح وجعاً خافتاً، ولكنه مستمر. يطارد هذا الشعور برابا (كاني كوسروتي)، وهي امرأة تعيش في مومباي، تتسلل إليها ذكرى زوجها الغائب عندما يرسل لها، بشكل مفاجئ، طنجرة رز. في الليل، تنهض من فراشها لتحتضنها.

يُذكرنا فيلم كاباديا بأن الصمت يمكن أن يسكن قلب أكثر المدن صخباً. وعلى رغم غياب الكلمات، تستطيع امرأة مثل برابا مد يدها بالتضامن لمن حولها: زميلتها في السكن أنو (ديفيا برابا)، التي تخشى الاعتراف بعلاقتها برجل مسلم أمام عائلتها،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ ساعة
منذ 11 ساعة
قناة العربية منذ 8 ساعات
قناة يورونيوز منذ 11 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
قناة العربية منذ 5 ساعات
قناة العربية منذ 21 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 7 ساعات