بعد أيام قليلة من سقوط نظام بشار الأسد، بدأ الجيش الإسرائيلي شن غارات واسعة النطاق في مختلف الأراضي السورية، مستهدفاً الأسلحة الإستراتيجية للجيش، فدمر مطارات بأكملها وقضى على الأسطول البحري في غارات جوية وصفت بأنها الأعنف على سوريا، بالتزامن مع توغل بري لكيلومترات عدة جنوب سوريا، والسيطرة على قمة جبل الشيخ الإستراتيجية، والدخول إلى قرى عدة في ريفي درعا والقنيطرة، مع أنباء عن وصول قوات إسرائيلية إلى بعض مناطق ريف دمشق ثم انسحابها.
في الـ20 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، اقتحم عشرات الجنود الإسرائيليين بلدتي جباتا الخشب والرفيد في ريف مدينة القنيطرة، وفق ما أفاد به موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي، الذي أكد أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات تفتيش طاولت عدداً من المنازل، بالتزامن مع ذلك خرج أهالي قرى حوض اليرموك بريف درعا الغربي في تظاهرات حاشدة، توجهت إلى نقاط تمركز الجيش الإسرائيلي في ثكنة الجزيرة ومحيط قرية جملة، رافعين شعارات تطالب بانسحاب إسرائيل من أراضيهم، لكن القوات الإسرائيلية حاولت تفريق التظاهرات بالقوة مما أسفر عن إصابة شخصين بطلقات نارية.
الجيش الإسرائيلي لم يحتفظ بالسيطرة على جميع المناطق التي توغل بها، بل انسحبت قواته من قرى عدة، منها بلدة جبا بريف القنيطرة، لكن قبل انسحابه من هذه البلدة اعتقل شخصين اقتربا من نقطة تابعة لقوات الأمم المتحدة، دون معرفة مصيرهما حتى الآن، كما انسحبت أيضاً القوات الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر من بلدة صيدا الحانوت بريف القنيطرة.
اتفاقية محلية
بعد التظاهرات والتوتر الذي حصل بين الأهالي والقوات الإسرائيلية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا، تم التوصل إلى اتفاق يتضمن ترتيبات خاصة بزراعة الأراضي في المنطقة الحدودية، وفق ما أفادت به شبكة "درعا 24" المحلية، التي أوضحت أن لجنة محلية تضم ممثلين عن عشائر قرية معربا في حوض اليرموك اجتمعت مع القوات الإسرائيلية في ثكنة الجزيرة غرب البلدة لمناقشة ترتيبات الزراعة، حيث وافق الجيش الإسرائيلي على طلبات اللجنة لضمان استمرار الأنشطة الزراعية وتخفيف التوتر في المنطقة، ضمن اتفاق يشمل السماح للمزارعين بالعمل في المنطقة بحرية من دون التعرض لأية مضايقات، بما في ذلك الامتناع عن طلب هويات المزارعين أو تفتيشهم، تحت إشراف اللجنة المحلية، وخلال المحادثات أبلغ الجيش الإسرائيلي الأهالي بأن قواته موجودة في المنطقة لأسباب أمنية ولفترة موقتة فقط، لكنه لم يحدد موعداً للانسحاب.
مواقف إسرائيلية سلبية
سياسياً، منذ الأيام الأولى لسقوط النظام، أكد قائد العمليات العسكرية السورية أحمد الشرع، أن بلاده ليست بصدد الدخول في أية حرب جديدة مع أي طرف، مشيراً إلى أن "السوريين تعبوا من الحروب"، وأن حكومته ستركز على التنمية وإعادة الإعمار، وكان هذا إشارة إلى أن سوريا لن تشكل جبهة تهديد لإسرائيل، إلا أن إذاعة الجيش الإسرائيلي أكدت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجه الجيش بالاستعداد للبقاء في منطقة الحرمون السورية والمنطقة العازلة حتى نهاية عام 2025 على أقل تقدير.
اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الـ27 من ديسمبر، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الإدارة السورية الجديدة بأنها "عصابة إرهابية كانت في إدلب وسيطرت على العاصمة دمشق"، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلي، دون أن يوضح الوزير الإسرائيلي المعروف بمواقفه المتطرفة، تفسيراً لانتقاده حكومة دمشق الجديدة على رغم التطمينات التي أرسلتها إلى تل أبيب.
إسرائيل لا تريد صداماً مع سوريا
الباحث والأكاديمي السوري الدكتور أحمد جاسم الحسين، يقول في تصريحاته لـ"اندبندنت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية