في ظل رئاستها للدورة الحالية للاتحاد الأوروبي تعمل المجر على الدفع باتجاه تبني دول الاتحاد استراتيجية للتحول إلى توليد الكهرباء من محطات تعمل بالطاقة النووية وتوجيه الاستثمارات نحو ذلك الهدف على حساب مصادر الطاقة المتجددة، كانت فرنسا سبّاقة وأعادت الاهتمام الأوروبي بالطاقة النووية مؤخراً مع تشريع اعتبارها أحد مصادر الطاقة النظيفة.
منذ بداية حرب أوكرانيا وفرض العقوبات على روسيا، أصبحت أوروبا في وضع صعب بالنسبة لتلبية احتياجاتها من النفط والغاز اللازمين لتوليد الطاقة، إذ كانت أوروبا تعتمد على استيراد نحو نصف احتياجاتها من روسيا، ومع توالي العقوبات وحظر الاستيراد من روسيا والضغط الأمريكي للتخلي عن واردات الطاقة منها، أصبحت أوروبا تعتمد على استيراد معظم النفط والغاز الطبيعي المسال من مصادر أخرى، وهو أعلى سعراً من الغاز عبر الأنابيب الذي كانت تشتريه من روسيا، وتأتي الولايات المتحدة في مقدمة الدول المصدرة للغاز المسال إلى أوروبا، وفي العام المنصرم راكمت شركات الطاقة الأمريكية الكبرى عشرات المليارات من الدولارات من الأرباح الإضافية ثمن منتجات الطاقة المصدرة إلى أوروبا.
وقد جهت دول أوروبا أغلب الاستثمارات الجديدة في مجال الطاقة نحو مصادر الطاقة المتجددة من الرياح والشمس وغيرها، في سياق تأمين مصادر الطاقة في ظل الأوضاع الجديدة، حتى فرنسا، التي تُعد الأولى أوروبياً في استخدام محطات الطاقة النووية وتولد أكثر من نصف الكهرباء منها، لم تستثمر كثيراً في محطات جديدة من هذا النوع.
ومع تطوير دول في آسيا وأمريكا الشمالية لنوع جديد من مفاعلات الطاقة النووية لمحطات توليد الكهرباء «مفاعلات النموذج الصغير»، تسعى أوروبا الآن للحاق بركب الطاقة النووية الذي تخلفت عنه في العقدين السابقين، من ناحية لتوفير مصادر طاقة جديدة خاصة وأن المصادر المتجددة لا توفر قدراً كبيراً من احتياجات الطاقة الأوروبية رغم الاستثمارات الهائلة فيها في السنوات الأخيرة، ومن ناحية أخرى لمواصلة السعي نحو تحقيق أهداف مكافحة التغيرات الماخية بالتحول في مجال الطاقة بعيداً عن الوقود الأحفوري المسبب للانبعاثات الكربونية.
من شأن التوجه الأوروبي الجديد أن يعزز توجهاً عالمياً نحو توليد الطاقة من محطات تعمل بالوقود النووي، خاصة مع تطوير دول مثل كوريا والصين والولايات المتحدة للمفاعلات الصغيرة، صحيح أن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة الأخرى لن يتوقف، لكن الطاقة النووية تُعد أكثر فعالية لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الكهرباء.
وقد بدأت دول في المنطقة تبني هذا التوجه، في مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة التي لديها الآن أربع محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية وكذلك مصر التي على الطريق.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية