لماذا اختارت باراماونت التصعيد في معركة الاستحواذ على وارنر براذرز؟

خرجت باراماونت سكاي دانس بعرض عدائي في اللحظات الأخيرة بقيمة 108.4 مليار دولار للاستحواذ على وارنر براذرز ديسكفري، والسبب في ذلك هو ما اعتبرته الشركة عدم استجابة من وارنر براذرز لمبادراتها التي اتسمت بالحماس أواخر الأسبوع الماضي. قدمت باراماونت تقريراً مفصلاً عن اتصالات الرئيس التنفيذي لشركة باراماونت، ديفيد إليسون، على مدار أشهر مع نظيره ديفيد زاسلاف في وارنر براذرز، والذي أدى إلى تقديم باراماونت عرضاً لشراء وارنر براذرز في سبتمبر أيلول، والذي رُفض مع عرضين آخرين قدمتهما باراماونت بشروط مُحسّنة. وأخيراً، اتصل زاسلاف بإليسون في 3 ديسمبر كانون الأول لنقل مخاوف مجلس إدارة وارنر براذرز بشأن عرض باراماونت.

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، أبلغ المستشارون القانونيون لشركة وارنر براذرز محامي شركة باراماونت أن المجلس اعتبر غياب الدعم الكامل من عائلة إليسون أمراً سلبياً، على الرغم من تورط صناديق الثروة السيادية ذات الثروات الطائلة. كما أشاروا إلى احتمال خضوعهم لتدقيق من الجهات التنظيمية الأميركية. في 4 ديسمبر، وعقب اجتماع مجلس إدارة باراماونت سكاي دانس الذي وافق فيه المجلس على تحسين عرض سابق، أرسل إليسون رسالة نصية إلى زاسلاف، وفقاً للملف التنظيمي. وقال إليسون في الرسالة النصية: «لقد استمعتُ إلى جميع مخاوفك، وأعتقد أننا عالجناها في عرضنا الجديد. أرجوك اتصل بي مرة أخرى». بحلول منتصف صباح ذلك اليوم، حسّنت باراماونت عرضها، ولكن لعدم تلقيها أي رد من زاسلاف على رسالته، حاول إليسون مرة أخرى في نحو الساعة الرابعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مضيفاً نداءً شخصياً: «سيكون شرفاً عظيماً أن أكون شريكك». أبلغ مصرفيو باراماونت وإليسون شركتي وارنر براذرز وزاسلاف أن عرضهم الجديد البالغ 30 دولاراً للسهم -أو 108.4 مليار دولار- «ليس الأفضل والنهائي»، ما يشير إلى إمكانية رفعه. لكن هاتف إليسون لم يرن، بحلول الساعة الحادية عشرة مساءً من تلك الليلة، انتشرت تقارير إعلامية تفيد بأن وارنر براذرز دخلت في محادثات حصرية مع نتفليكس، لبيع استوديوهاتها التلفزيونية والأفلام، بالإضافة إلى أعمال البث التي تضم إتش بي أو، وبحلول يوم الجمعة، أعلنت نتفليكس ووارنر براذرز عن صفقة. يوم الاثنين، قدمت باراماونت عرضها مباشرةً إلى مساهمي وارنر براذرز، ما أشعل حرب مزايدة ستُعيد نتيجتها تشكيل صناعة الإعلام. وعندما طُلب من وارنر براذرز ديسكفري التعليق على ملف باراماونت للأوراق المالية، قالت: «لقد أدار مجلس الإدارة والشركة لأشهر عملية عادلة وشفافة تماماً مع كل من مقدمي العروض، والعروض تتحدث عن نفسها». على المحك في هذا السباق بعضٌ من أهمّ شركات هوليوود، بما في ذلك استوديوهات وارنر براذرز، ودي سي كوميكس، وإتش بي أو. ستساعد هذه الصفقة نتفليكس على تعزيز صدارتها في حروب البث، بينما ستكتسب باراماونت مكانةً في مجال البث لمنافسة عملاق البث، بالإضافة إلى أصول الكابل مثل سي إن إن. بتجاوزها مجلس إدارة وارنر براذرز الذي تقول إنه «لم يتفاعل بشكلٍ جاد»، تراهن باراماونت بقدرتها على إقناع المستثمرين بأن عرضها النقدي الكامل يفوق عرض نتفليكس البالغ 82.7 مليار دولار. يبرز اسم ديفيد إليسون في هذه الصفقة باعتباره لاعباً محورياً؛ فهو نجل الملياردير لاري إليسون، الشريك المؤسس لشركة أوراكل وثاني أغنى رجل في العالم، إضافة إلى كونه من المقربين سياسياً من الرئيس دونالد ترامب. ويقدّم إليسون نفسه كمفتاح للحصول على مسار أسرع للموافقات التنظيمية، مستنداً إلى تجربة حديثة حين تمكنت شركته «سكاي دانس ميديا» من الاستحواذ على «باراماونت جلوبال» في أغسطس، متجاوزةً التحديات الرقابية التي واجهت الصفقة.

في عرضها لشراء وارنر براذرز، تخلت باراماونت عن شركة التكنولوجيا الصينية تينسنت، وحصلت على تنازل من مجموعة المستثمرين عن جميع حقوق الحوكمة من المستثمرين الخارجيين المتبقين، وهو هيكل قالت إنه يضع الصفقة خارج نطاق اختصاص لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة. يحظى عرضها بدعم من عائلة إليسون، ويتضمن تمويلاً من أفينيتي بارتنرز، وهي شركة استثمارية يديرها جاريد كوشنر، صهر ترامب، والعديد من صناديق الاستثمار التي تديرها حكومات الشرق الأوسط. أفادت وارنر براذرز بأنها ستراجع عرض باراماونت، لكنها لم تعدل توصيتها بشأن نتفليكس بعد. وقال تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، إن عرض باراماونت العدائي لشراء وارنر براذرز كان «متوقعاً تماماً»، لكنه أضاف أنه واثق من إتمام الصفقة. يُمثل الانهيار المزعوم في الاتصالات بين باراماونت ووارنر براذرز ديسكفري تراجعاً حاداً عن السابق، وفقاً لملف باراماونت. تناول آل إليسون العشاء مع زاسلاف في 24 نوفمبر، وناقشوا مزايا الصفقة وأدوار زاسلاف المحتملة في منصبي الرئيس التنفيذي المشارك ورئيس مجلس الإدارة المشارك في الشركة المندمجة. لكن هذا الود لم يدم طويلاً، زعمت شركة باراماونت أن تأخر شركة وارنر براذرز في توقيع اتفاقية «فريق نظيف» ضروري لمراجعة البيانات الحساسة، ما دفع مستشارها القانوني إلى تحذير مستشاري شركة وارنر براذرز من أن باراماونت «ستكون في وضع غير مُواتٍ» دون الوصول إلى البيانات. كما استشهدت باراماونت في ملفها بمقابلة أجرتها قناة سي إن بي سي مع رئيس مجلس إدارة وارنر براذرز الفخري، جون مالون، الشهر الماضي، حيث «أعرب عن أسفه لـ(مقاطعة) باراماونت لعملية انفصال وارنر براذرز، وناقش مزايا نتفليكس كمقدم عرض». سيكون عرض باراماونت للاستحواذ مفتوحاً لمدة 20 يوم عمل، ويمكن تمديده، وأمام وارنر براذرز 10 أيام للرد. قال ديفيد إليسون يوم الاثنين: «نحن هنا لنناضل من أجل قيمة مضافة لمساهمينا ولمساهمي وارنر براذرز». (رويترز)


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
مجلة رواد الأعمال منذ 7 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 12 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 11 ساعة
منصة CNN الاقتصادية منذ 8 ساعات
فوربس الشرق الأوسط منذ 8 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 12 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 16 ساعة