آلو37.."شحال كدك من استغفر الله يا لبايت بلا عشا"

بعد فاجعة آسفي، قال رئيس الحكومة إن المدينة تعرضت لـ37 مليمترا من التساقطات المطرية في وقت وجيز، واعتبر ما وقع قدرا ..ربما نتفق أن هذا تصريح بسيط مباشر وربما مريح في لحظة صدمة.. لكن من المؤكد أنه لم يكن كافيا لإقناع كثيرين و من بينهم المواطنة كاتبة هذه التدوينة.

فالحصيلة كانت ثقيلة 37 وفاة.. كل "واحد ملم" بروح مواطن مغربي..ومع هذا الرقم لم يعد السؤال تقنيا فقط، أصبح إنسانيا قبل كل شيء..و تساءلتُ هل تكفي هذه الكمية من المطر لتفسير ما جرى؟

حسب شخص مطلع و يعمل في مجال مرتبط بالأرصاد الجوية أكد أنه من الناحية العلمية لا تُعد 37 مليمترا تساقطات استثنائية في المغرب..هي كمية أمطار عرفتها سابقا مدن كثيرة تمر أحيانا دون إثارة جلبة أو انتباه لحدوثها.

و لكن حين تتحول في مدينة ما إلى كارثة، فذلك يعني أن الخلل ليس في السماء..

المغاربة يعرفون هذا جيدا.

يعرفون أن القنوات إذا أهملناها تختنق،

و البناء قرب الأودية يعتبر مقامرة خاسرة،

و الأحياء الهشة دائما أول من يدفع الثمن،

و التحذير المتأخر لا يمكنه أن يعيد الأرواح و يمسح دموع المكلومين.

إذا قال رئيس الحكومة للناس إن ما وقع قدر ، سيشعر كثيرون بأن النقاش انتهى قبل أن يبدأ..فالقدر في الوعي العام لا يُحاسب و لا يناقش و لا يمكن مساءلته.

لكن المواطنين لا يبحثون عن متهم غيبي، همهم الأول الحصول على تفسير مقنع وضمانة ألا يتكرر المشهد.

و بما أن النقاش حول الكارثة أُقحمت فيه دول أخرى و أشار الكثيرون إلى الأعاصير و الفيضانات في دول عظمى، رغم أن الحال هنا لا يسمح بالقياس خاصة مع وجود فارق كبير في قوة و حجم الكوارث هناك مقارنة ب 37 ملم من المطر، يجب أن يتجه نقاش واسع بدل ذلك نحو البنية التحتية وتدبير المخاطر وتراجع السياسات وتحديد المسؤوليات هذا هو الأقرب إلى المنطق.

أما الاكتفاء بتفسير الحدث بعامل طبيعي، فيترك إحساسا عاما بأن الأمور ستبقى على حالها.. إذن ادفنوا موتاكم و الزموا الصمت "فالعام زين"..

في المغرب نستعمل الرقم 36 للدلالة على وجود حالة جنون...واليوم يمر الرقم 37 في النقاش العام بصفته رقما يُستدعى كلما احتجنا إلى تفسير سريع يختصر الكارثة في معطى واحد.."أي مصيبة نمسحوها ف37" .

ما وقع في آسفي أو ما سيقع في غيرها لا يحتاج إلى بلاغات أكثر، بل يحتاج إلى جواب واضح يفهمه الجميع :: هل كانت هذه الخسائر قابلة للتفادي لو كانت الاستعدادات أفضل؟

هذا السؤال ليس سياسيا بقدر ما هو حق مشروع..وهو وحده الكفيل بإعادة بعض الثقة، وتبديد الخوف من أن يكون آلو 37 رمزا جاهزا لكل فاجعة مقبلة..يبرر أن القدر هو السبب و أن علينا الصمت مهما كانت الخسائر و لا نقاش ولا جدال مع "الأخ عزيز"..


هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة كفى

منذ 14 دقيقة
منذ 50 دقيقة
منذ 59 دقيقة
منذ 29 دقيقة
منذ ساعة
منذ 28 دقيقة
Le12.ma منذ 6 ساعات
2M.ma منذ 22 ساعة
هسبريس منذ 21 ساعة
هسبريس منذ 14 ساعة
وكالة الأنباء المغربية منذ ساعتين
آش نيوز منذ 10 ساعات
هسبريس منذ 5 ساعات
Le12.ma منذ ساعة