نداء الوداع الأخير.. كيف تحولت غزلان بائعة الفخار إلى أيقونة لفاجعة آسفي

تحولت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة آسفي، مساء الأحد 15 دجنبر 2025، إلى فاجعة حقيقية، أعادت المدينة إلى مربع أحزانها، مخلفةً وراءها خسائر بشرية ومادية فادحة.

وفي خضم هذه الكارثة، ارتفعت قصة غزلان، بائعة الفخار البسيطة، لتصبح رمزاً مأساوياً لأرواح انتزعتها سيول واد الشعبة الجارفة.

صراع على الرزق ونهاية في الماء

عرفت غزلان، التي لُقبت بـ بائعة الطين ، سوق باب الشعبة ببيع الكلل وخابيات الفخار التي تشتهر بها آسفي.

كانت حرفتها تعتمد على الطين والماء، وهو المصدر الذي انقلب عليها فجأة ليصبح قدرها الأخير.

في ذلك المساء المروع، لم تكن غزلان تعلم أن سعيها اليومي وراء قوت يومها سيواجه غدراً من الطبيعة ومن تراكم الإهمال.

مع اشتداد التساقطات المطرية المفاجئة، تحول واد الشعبة الذي يخترق المدينة- إلى سيل جارف هجم على المنطقة بضراوة.

وفي لحظات قليلة، جرفت المياه غزلان ومتاعها، لتختفي بين الأمواج الموحلة التي غمرت شوارع المدينة العتيقة.

وكشف نجل بائعة الفخار المفقودة عن لحظاتها الأخيرة في تصريح صحفي مؤثر، مستذكراً نداءها الأخير قبل أن تختطفها المياه: أوليدي عتقني عتقني غير بقا شاد فيا .

صرخة استغاثة بقيت عالقة في ذاكرة الإبن، وشاهدة على وحشية الكارثة.

قصة كفاح انتهت في المحيط

عقب ساعات من البحث المضني الذي شاركت فيه فرق الإنقاذ والمواطنون، عثر البحر على ما تبقى من غزلان. جرفتها السيول إلى مصب الواد حيث ألقتها أمواج المحيط الأطلسي، لتنتهي قصة كفاح بائعة بسيطة في مشهد يدمي القلوب.

أثارت وفاة غزلان موجة من الحزن والغضب في آسفي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت صورتها وهي تحاول النجاة من المياه الهائجة تمثل ضحية التراكمات العمرانية والإهمال البنيوي الذي يحول الأمطار العادية إلى كوارث قاتلة.

بائعة الفخار وداعًا : نعمان لحلو يستحضر الشهيدة

بكلمات صادقة تنبض بالحزن، ودّع الفنان المغربي نعمان لحلو بائعة الفخار غزلان عبر تدوينة على حسابه الرسمي بفيسبوك، ليضفي على الفاجعة بُعداً إنسانياً عميقاً.

يسترجع لحلو لحظة عابرة تحولت إلى ذكرى أبدية، حين التقاها يوم 8 فبراير الماضي بمدينة آسفي، عند باب الشعبة، حيث كانت غزلان تبيع الفخار بابتسامة دافئة ورضا بسيط.

اشترى منها هو وأصدقاؤه بعض القطع، ثم ودّعتهم بشكر صادق، قائلاً: يوم 8 فبراير الماضي كنت بآسفي وذهبت لباب الشعبة، والتقيت غزلان . اشتريت منها انا وأصدقائي بعض الفخاٌر ودٌعتنا بابتسامة وشكر .

واليوم ودٌعتنا الوداع الأخير. رحمة الله عليك، وعلى من قضى في هذا المصاب الأليم.

اليوم، لا فخار يُباع، ولا ابتسامة تُستعاد، فقط حزن ثقيل وغياب موجع.. غزلان رحلت، لكنها تركت أثرًا إنسانياً صغيراً بحجم ابتسامتها، وكبيراً بحجم الفاجعة التي كشفت هشاشة البنية التحتية أمام غضب الطبيعة.

رحم الله غزلان وجميع ضحايا فاجعة آسفي، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.


هذا المحتوى مقدم من Le12.ma

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من Le12.ma

منذ 30 دقيقة
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 28 دقيقة
منذ 5 ساعات
منذ 9 ساعات
آش نيوز منذ 7 ساعات
هسبريس منذ 8 ساعات
موقع بالواضح منذ 8 ساعات
هسبريس منذ 14 ساعة
هسبريس منذ 21 ساعة
هسبريس منذ ساعتين
موقع بالواضح منذ 14 ساعة
هسبريس منذ 18 ساعة