نقاش متجدد في السينما المغربية.. مشاهد حميمية أم ضرورة درامية؟

في الوقت الذي يبرر عدد من صناع الأعمال السينمائية والممثلين توظيف الجرأة والمشاهد الحميمية أو الصادمة بدعوى أنها نقل للواقع ، ترفض فئة أخرى هذا الطرح، معتبرة أنه يحدث فجوة بينها وبين شريحة واسعة من الجمهور الذي لا يتقبل هذا التوجه.

الممثل عبد الإله عاجل يرى أن الدور هو الذي يفرض طبيعة التشخيص، سواء تضمن جرأة أم لا، موضحا أن بعض المشاهد تعكس فعلا واقعا معاشا، وبالتالي ينبغي نقلها إلى الشاشة كما هي.

ويضيف عاجل، في تصريح لجريدة مدار21 ، أن السينما فضاء يتمتع بحرية أوسع مقارنة بالتلفزيون الذي تحكمه خطوط حمراء وتحفظات، باعتبار أن الممثل يقتحم فضاء الأسرة، على عكس السينما التي تبقى خيارا شخصيا لمن يقرر ولوج قاعات العرض.

ويتابع في السياق ذاته: من يريد الحياء يمكنه عدم الولوج إلى السينما، والمكوث في منزله لمتابعة الأعمال المحافظة .

من جهتها، ترى الممثلة هاجر كريكع أن الجرأة تصبح مقبولة حين تكون ضرورية وتخدم العمل الدرامي، مؤكدة أن تجسيدها يمكن أن يتم بطرق متعددة، وأن لكل فنان اختياراته وقناعاته الخاصة.

ولا يرى صناع الأعمال التي تعالج قضايا اجتماعية، وتوظف ما تعتبره فئة من الجمهور جرأة، أن هذه المشاهد مجانية أو خارج سياق العمل، بل يدافعون عن طرحهم باعتبار أن الواقع يفرض نقلا صادقا وحقيقيا.

المخرجة مريم التوزاني، التي تتهم في كثير من الأحيان بالانتماء إلى فئة المخرجين الذين يوظفون جرأة زائدة في أعمالهم بهدف خلق الجدل، أو بالمبالغة في نقل واقع قد يشوه صورة المغرب بالخارج، بحكم عرض أعمالها في دول أجنبية، تدافع بدورها عن موقفها.

وتؤكد التوزاني أن الفن فضاء للتعبير الحر عن مختلف القضايا دون قيود، مضيفة: لا يجب أن نضع حواجز وموانع طوال الوقت، ويجب الحفاظ على الحرية في الفن .

كما تشير إلى أن كل لقطة في أعمالها لها وظيفة ودافع درامي، وليست مجرد إضافة مجانية، مبرزة أن شريحة واسعة من الجمهور تتقبل هذا النوع من المشاهد، إذ لا يوجد، بحسبها، جمهور واحد ولا تفكير موحد.

بدورها، ترى المخرجة مريم بنمبارك أن المشاهد الحميمية أو الجريئة تعد أحيانا ضرورية لنقل صورة حقيقية عن الواقع، خاصة في الأعمال التي تتطلب إبراز جوانب إنسانية كالحب أو غيره.

في المقابل، يرفض بعض الممثلين قبول أدوار تتضمن مشاهد جريئة أو حميمية، إما مراعاة لموقف شريحة واسعة من الجمهور المنتقد لهذا التوجه، أو انسجاما مع مبادئهم الشخصية.

وتؤكد الممثلة سحر الصديقي أنها تعتمد معايير واضحة في اختيار أعمالها السينمائية، إذ ترفض تقديم الأدوار الجريئة أو تجسيد المشاهد الحميمية، حرصا على صورتها لدى جمهورها الذي أحبها في أدوار كوميدية ودرامية راقية وغير خادشة للحياء.

وفي المقابل، شددت على احترامها الكامل لزملائها وصناع الأعمال الذين يسلكون هذا التوجه في مشاريعهم الفنية، مضيفة: أحترم المبدعين الذين يشتغلون بجد على كتابة سيناريوهات جريئة، شرط أن تطرح المواضيع بطريقة تناسب الذوق المغربي، الذي لا يتقبل المشاهد الفاضحة أو المبتذلة، وأن تكون هذه المشاهد ضرورية ومبررة، وتقدم بشكل فني بعيد عن المجانية .

من جانبها، شددت المؤثرة والممثلة وداد المنيعي على رفضها المشاركة في أعمال تتضمن جرأة مفرطة أو مشاهد حميمية قد تعد خادشة لحياء الجمهور، مؤكدة سعيها إلى تجسيد أدوار متنوعة دون الابتعاد عن مبادئها.

وقالت: أنا أعيش وسط عائلتي وألتقي الجمهور يوميا، لذلك أحرص على احترام ذوقه، وأفضل الجرأة في تناول الموضوع لا في تقديم مشاهد غير مقبولة لدى شريحة واسعة من المغاربة .


هذا المحتوى مقدم من مدار 21

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من مدار 21

منذ 12 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 5 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 3 ساعات
هسبريس منذ 9 ساعات
هسبريس منذ 12 ساعة
Le12.ma منذ 7 ساعات
هسبريس منذ 9 ساعات
وكالة الأنباء المغربية منذ 18 ساعة
هسبريس منذ 12 ساعة
هسبريس منذ 8 ساعات
Le12.ma منذ 18 ساعة