باشرت السلطات الإقليمية بإقليم الحوز سلسلة من التدابير الاستباقية لمواجهة تداعيات الاضطرابات الجوية وموجة البرد القارس، شملت تعبئة واسعة للوسائل اللوجستيكية والبشرية، وتعزيز الجاهزية الصحية والاجتماعية، بهدف حماية الساكنة، خاصة بالمناطق الجبلية والمعرضة للمخاطر.
وفي هذا السياق، عقدت اللجنة الإقليمية لليقظة بعمالة إقليم الحوز، مساء الثلاثاء 16 دجنبر 2025، اجتماعًا ترأسه عامل الإقليم مصطفى المعزة، بحضور رؤساء المصالح الأمنية والعسكرية، وممثلي القطاعات اللاممركزة للتجهيز والماء، والصحة، والتربية الوطنية، ورجال السلطة، إلى جانب ممثلي الشركة الجهوية متعددة الخدمات مراكش-آسفي، حيث تم تقييم الوضعية العامة واستعراض حصيلة تدخل الفرق الميدانية في ظل التقلبات المناخية.
وسخرت السلطات، وبحسب المعطيات التي توصلت لها جريدة مدار21 الإلكترونية، 59 آلية للتدخل الاستعجالي من أجل فتح الطرق والمسالك، وصيانة جنبات الطرق، وتنقية الأودية وقنوات الصرف، مع تدخلات عاجلة للحيلولة دون تجمع المياه بالدواوير والأحياء السكنية والشوارع والمحاور الطرقية، خصوصًا بالشعاب المصنفة ضمن المناطق الحمراء عالية الخطورة، إلى جانب وضع 54 سيارة إسعاف في حالة استنفار لضمان سرعة التدخل عند الاقتضاء.
وعلى المستوى الصحي والاجتماعي، تم تجهيز عدد من مراكز الإيواء لاستقبال الأشخاص بدون مأوى، وتنظيم سبع زيارات للفرق الطبية، وثماني حملات طبية تخصصية لفائدة الدواوير المهددة، مكنت السكان من الاستفادة من الفحوصات الطبية والأدوية الضرورية، مع تتبع الحالة الصحية لـ486 شخصًا من المصابين بأمراض مزمنة في إطار رعاية طبية خاصة.
كما شملت التدابير توجيه 138 امرأة يُرتقب أن يضعن حملهن خلال الفترة الشتوية إلى دور الأمومة، قصد ضمان ولادتهن في ظروف صحية ملائمة، في إطار الوقاية الاستباقية من المخاطر المرتبطة بصعوبة التنقل خلال هذه الفترة.
وفي جانب الخدمات الأساسية، جرى إيفاد فرق تقنية تابعة للشركة الجهوية متعددة الخدمات مراكش-آسفي لإصلاح الأعطاب الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي، والتي همت خمس جماعات ترابية متضررة.
وبموازاة ذلك، تم تسخير جميع الوسائل التابعة لوزارة التجهيز والماء، والجماعات الترابية، والقطاع الخاص، من أجل كسح الثلوج واستئناف حركة السير بعدد من المحاور الطرقية، خاصة الطريق الوطنية رقم 09 الرابطة بين تادارت ومعبر تيشكا، مع منع مؤقت للسير ببعض الطرق إلى حين انخفاض منسوب المياه، من بينها الطرق المؤدية إلى أوكايمدن وستي فاضمة.
وفي إطار التدابير الاحترازية، تقرر تعليق الدراسة بعدد من المؤسسات التعليمية القريبة من المناطق عالية الخطورة، حفاظًا على سلامة وأمن التلميذات والتلاميذ، بالتوازي مع تنظيم حملات تحسيسية لفائدة الساكنة والمتدخلين حول المخاطر المحتملة.
كما تم تفعيل النظام المعلوماتي الخاص بالإنذار والتنبؤ بالفيضانات، لإطلاق إنذارات صوتية مبكرة موجهة للمواطنين فور تسجيل ارتفاع في منسوب المياه، في مسعى لتعزيز الوقاية وتقليص الخسائر المحتملة.
وتهدف هذه الإجراءات، حسب ما أكدته اللجنة الإقليمية لليقظة، إلى حماية ساكنة إقليم الحوز من آثار البرد القارس والتقلبات المناخية، مع التركيز على الفئات الهشة، تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية، وانسجامًا مع الجهود الوطنية الرامية إلى التخفيف من آثار موجة البرد خلال فصل الشتاء.
هذا المحتوى مقدم من مدار 21
