شهدت منطقة زناتة بضواحي الدار البيضاء، صباح الأربعاء، تدفق هائل لمياه "الواد الحار" التي غمرت مجمعات صناعة الفخار التقليدي، محولةً المنطقة إلى بركة من المياه الآسنة، وسط نداءات استغاثة لإنقاذ أرواح حاصرتها السيول.
ولم تتوقف الخسائر عند حدود الماديات، بل اتخذت منحى تراجيدياً بعدما حاصرت المياه أماً وابنتها داخل أحد المحلات، حيث تسبب ارتفاع المنسوب وقوة التدفق في عزل المحل تماماً، مما صعب من مأمورية تدخل المتطوعين لتقديم المساعدة.
وحمل المتضررون والفاعلون الجمعويون بالمنطقة المسؤولية المباشرة لشركة تعمل بالمننطقة وكذا الشركة المكلفة بأشغال قنوات الصرف الصحي في المنطقة، مشيرين إلى أن خللاً تقنياً ناتجاً عن أشغال جارية هو ما فجر القنوات وأدى إلى هذه الكارثة.
وفي تصريحات صحفية من عين المكان، صرح أحد الحرفيين المتضررين بمرارة: "لقد ضاع رزق العمر في لحظة. هذه ليست كارثة طبيعية بل هو استهتار واضح من الشركة المسؤولة عن الأشغال. حذرنا مراراً من هشاشة البنية التحتية، واليوم ندفع الثمن من قوت يومنا ومن سلامة عائلاتنا."
وأضاف حرفي آخر: "المياه الملوثة دمرت السلع والمعدات، لكن الأدهى هو تعريض حياة الناس للخطر. نحن نحمل الشركة المفوض لها تدبير قطاع التطهير السائل كامل المسؤولية عن هذا العجز التقني، ونطالب بفتح تحقيق فوري وجبر الضرر الذي لحق بمصدر عيش مئات العائلات."
وتسببت المياه في إتلاف كميات كبيرة من الفخار الجاهز والمواد الأولية، ما يهدد بقطع أرزاق العشرات من الصناع التقليديين الذين تشكل هذه الحرفة موردهم الوحيد.
هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى
