أمال عيوش تحيي فكر فاطمة المرنيسي في مسرحية حلم بلا حدود

كشفت الممثلة أمال عيوش عن مشاركتها في مسرحية حلم بلا حدود لفرقة مسرح 19 ، التي تقدمها إلى جانب الممثلة سناء عاصف، تحت إشراف المخرجة الفرنسية آن لور لييجوا (Anne-Laure Li geois)، إذ يأتي هذا العمل بوصفه تحويلا مسرحيا لنصوص مختارة من أعمال عالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، ليقدم على خشبة المسرح في قالب فني معاصر.

وأوضحت عيوش، في تصريح للجريدة، أن هذا العمل يندرج ضمن مبادرات تكريم الراحلة فاطمة المرنيسي، وتقديرا لمسارها الفكري والأكاديمي الحافل، وذلك تزامنا مع مرور عشر سنوات على وفاتها.

وأشارت المتحدثة إلى أن روح المرنيسي كانت قد حظيت بتكريم سابق بمدينة زاكورة، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيلها، مضيفة: لا يعقل أن تكون سيدة بهذا المستوى، وباحثة جامعية معروفة عالميا، دون أن يُحتفى بها بشكل أوسع وأكبر في بلدها الأصلي .

وكشفت عيوش أنها بصدد التحضير لمشروعين فنيين جديدين، يتعلق الأمر بفيلم وسلسلة تلفزيونية، غير أن تجسيدهما لا يزال مؤجلا، لكونهما في مرحلة النقاش والإعداد، ما يجعل عرضهما غير متوقع في الموسم المقبل.

وتتناول المسرحية جوانب متعددة من حياة عالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي، بالاعتماد على نصوص مختارة من مؤلفاتها، من بينها سلطانات منسيات، والحريم السياسي، وهل أنتم محصنون ضد الحريم؟، وشهرزاد ترحل إلى الغرب، والحب في البلدان المسلمة.

وتقدم هذه النصوص عبر محاضرة متخيلة، تسلط الضوء على مراحل الطفولة والشباب في حياة المرنيسي، وعلى علاقتها بالنساء في محيطها العائلي، مثل والدتها وعمتها، في سياق يُبرز أثر هذه البيئة في تشكيل وعيها الفكري والاجتماعي.

وتستعرض المسرحية نمطية الأدوار المفروضة على المرأة داخل فضاء الحريم، وكيف تفاعلت المرنيسي مع هذه القيود منذ سنواتها الأولى، مبرزة الصراع بين الطموح الفردي والقواعد الاجتماعية التقليدية، وانعكاس ذلك على وعي المرأة بحقوقها وكيانها.

ويتطرق العرض المسرحي أيضا إلى أفكار المرنيسي المناهضة لكافة أشكال التمييز بين الجنسين، مستعرضا مفهوم الحريم بين الماضي والحاضر، ومسار نضالها من أجل تحقيق المساواة بين المرأة والرجل، إلى جانب تناول العمل رؤيتها للمجتمعات الغربية، مشيرا إلى استمرار بعض القوالب النمطية التي تكرس تهميش المرأة، رغم الخطاب المعلن حول الحرية والمساواة.

وكانت القناة الثانية قد عرضت، خلال الشهر الماضي، فيلم فاطمة.. السلطانة التي لا تُنسى للمخرج محمد عبد الرحمان التازي، الذي يستعرض السيرة الذاتية لعالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، وجسدت شخصيتها الممثلة مريم الزعيمي، وذلك بمناسبة مرور عشر سنوات على وفاتها.

ويتناول الفيلم جانبا من حياة المرنيسي مرتبطا بأعمالها ونضالها، بعيدا عن تفاصيل حياتها الشخصية، إذ اختار التازي، رغم قربه منها، احترام رغبتها بعدم التطرق إلى حياتها الخاصة في أعمالها، مسلطا الضوء على إنجازاتها وإبراز شخصيتها كعالمة سوسيولوجية.

وتدور أحداث الفيلم حول مسيرة فاطمة المرنيسي الفكرية والنضالية، حيث يعرض رحلتها في الدفاع عن حقوق المرأة والمساواة في المجتمع، مع التركيز على إسهاماتها في الفكر الإسلامي وعالمية أفكارها، مقدما صورة لشخصية جمعت بين الثقافة، النضال الاجتماعي، والإنسانية.

وتجدر الإشارة إلى أن فاطمة المرنيسي وُلدت عام 1940 بمدينة فاس، وتوفيت في 30 نونبر 2015، إذ كانت كاتبة وعالمة اجتماع نسوية مغربية، صدرت لها كتب ترجمت إلى العديد من اللغات، واهتمت كتاباتها بتحليل العلاقة بين الإسلام والمرأة وتطور الفكر الإسلامي في العصر الحديث.

إلى جانب عملها الكتابي، قادت المرنيسي نشاطا مدنيا واسعا دفاعا عن المساواة وحقوق النساء، إذ أسست قوافل مدنية وجمعيات متعددة تحت شعار نساء، عائلات، أطفال .

ونالت المرنيسي في ماي 2003 جائزة الأمير أستورياس للأدب مناصفة مع الكاتبة الأمريكية سوزان سونتاج، تكريما لإسهاماتها الفكرية والاجتماعية.


هذا المحتوى مقدم من مدار 21

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من مدار 21

منذ ساعة
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
2M.ma منذ 5 ساعات
هسبريس منذ 20 ساعة
هسبريس منذ 20 ساعة
هسبريس منذ 5 ساعات
هسبريس منذ 7 ساعات
2M.ma منذ 5 ساعات
هسبريس منذ 8 ساعات
أشطاري 24 منذ ساعة