الصورة الذهنية لأخنوش في وعي المواطن

لا يزال الجدل محتدماً حول الصورة الذهنية لرئيس الحكومة الحالي، عزيز أخنوش، في وعي المواطن المغربي.

فرغم سنواته الطويلة التي قضاها في أروقة السلطة وأعلى المناصب الوزارية، يبدو أن كل ذلك لم يستطع محو "الوشم" الأولي الذي ارتبط به: رجل الأعمال، والملياردير، أو ربما "السمسار الكبير" في بعض الأذهان.

إن هذا الترسّب العميق لهوية "البيزنس" يطرح تساؤلاً جوهرياً: هل يمكن للمال وحده أن يصنع زعامة سياسية حقيقية؟

شهدنا في الآونة الأخيرة تركيزاً غير مسبوق في الخطابات الإعلامية ومنابر حزب التجمع الوطني للأحرار على شخص أخنوش، في محاولة واضحة لـ "خلق تمثّلٍ جديد" عنه، لتقديمه كـ"الزعيم السياسي" المُنقذ، صاحب الرؤية الكاريزمية. لكن، هل نجحت هذه الحملة في اختراق الوعي العام؟

هذه الجهود المحمومة تبدو أشبه بـ "مسرحية سياسية" مكشوفة، هدفها تجميل وجه لم يعتَد الجمهور رؤيته إلا من زاوية الأرقام والمصالح الاقتصادية.

إن الإفراط في التمجيد والـ "تطبيل" المُتعمّد لرجل لم يمر بالمسار الطبيعي للنضال السياسي هو في الحقيقة إسقاطٌ له، وليس رفعاً لقدره. فالكاريزما السياسية لا تُشترى ولا تُصنَع بالمال أو بالقرار الفوقي، بل تُبنى على أساس الإخلاص في خدمة القواعد، والاشتباك الحقيقي مع قضايا الأمة عبر سلم النضال الحزبي والمدني.

إن الزعيم السياسي الحقيقي يتسلق السلم المنطقي للمسيرة، يتعثر، ينهض، يكسب الشرعية من الشارع قبل أن يكسبها من القاعة. وهو ما يغيب تماماً في حالة أخنوش، الذي يبدو وكأنه قفز بـ"الباراشوت" إلى قمة الهرم السياسي.

لذلك، يبقى الحكم قاسياً ولكنه منطقي،"عزيز أخنوش سيبقى في الذاكرة الشعبية تاجراً بارعاً احترف السياسة لفترة، وليس زعيماً سياسياً نشأ من رحم النضال، ولا شيء يمكن أن يغير هذه الحقيقة الجوهرية."


هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة كفى

منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
هسبريس منذ ساعة
Le12.ma منذ 57 دقيقة
2M.ma منذ 10 ساعات
هسبريس منذ 5 ساعات
صحيفة الأسبوع الصحفي منذ 4 ساعات
هسبريس منذ 13 ساعة
Le12.ma منذ 36 دقيقة
موقع بالواضح منذ ساعتين