يستعد المنتخب المغربي لخوض نهائي كأس العرب المرتقب أمام المنتخب الأردني، عشية اليوم الخميس، في حدث رياضي محمّل بدلالات تتجاوز مجرد الفوز أو الخسارة على المستطيل الأخضر. فالنهائي سيجمع مدربين مغربيين، في صورة نادرة تعكس التطور الكبير الذي يشهده المشروع الرياضي الوطني، القائم أساسًا على توفير أفضل شروط التكوين والتأطير للكفاءات الوطنية، حتى تصبح قادرة على تمثيل المغرب وفرض بصمتها في أكبر المحافل الرياضية الإقليمية والدولية.
وفي حديثه مع جريدة مدار21 ، أكد الصحفي الرياضي إدريس التزارني صعوبة اللقاء، مشيرًا إلى اعتماد المنتخبين على أسلوب لعب مشابه، إضافة إلى المعرفة الكبيرة للمدرب جمال السلامي بأسلوب اللعب المغربي.
وأضاف التزارني أن بلوغ مدربين مغربيين نهائي كأس العرب ليس وليد الصدفة، بل هو مؤشر على التحول العميق الذي تعرفه كرة القدم المغربية في تكوين وتعزيز الكفاءات الوطنية.
وأوضح التزارني أن وجود مدربين مغربيين في نهائي بطولة عربية بحجم كأس العرب يعكس نضج المدرسة التدريبية المغربية، التي أصبحت قادرة على المنافسة إقليميًا وقاريًا، بل وفرض أسلوب لعب واضح المعالم. فما يجمع هؤلاء المدربين هو الانضباط التكتيكي، الواقعية، والقدرة على قراءة المباريات، وهي عناصر لم تعد حكرًا على المدربين الأجانب كما كان يُروّج سابقًا .
ويعكس حضور مدربين مغربيين في النهائي الحضور القوي للكفاءة المغربية، ليس فقط محليًا ولكن حتى على المستوى الدولي، وأشار التزارني بهذا الصدد إلى أن حضور مدربين مغاربة على رأس جميع المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها السنية (الأول، المحلي، الأولمبي، الشبان، الفتيان ) ليس قرارًا عاطفيًا أو اقتصاديًا، بل خيار استراتيجي مدروس، يضمن وحدة فلسفة اللعب عبر جميع الفئات، ويسهّل التنقل بين الفئات دون أي اختلاف تكتيكي.
ومن جهته، نوه المحلل الرياضي ربيع بوردو بأن المنتخب الوطني كان في السابق يعتمد على المدربين الأجانب لضمان الانضباط وبناء منظومة لعب متكاملة، لكن اليوم أصبح المدرب المغربي قادرًا على فرض شخصية قيادية بفضل التكوين الأكاديمي والخبرة الميدانية، إضافة إلى فهمه العميق لعقلية اللاعب المغربي، ما يمنحه أفضلية واضحة على أي مدرب أجنبي.
وتعيش كرة القدم المغربية اليوم مرحلة انتقالية ناضجة، انتقلت فيها من عقلية المدرب الأجنبي المنقذ إلى مشروع وطني متكامل قائم على الكفاءة. هذا المشروع تمكن من فرض وجوده بوضوح عبر الإنجازات الحالية، في رسالة قوية مفادها أن المدرب المغربي لم يعد خيارًا ثانيًا، بل أصبح خيارًا أولًا ومشروعًا للمستقبل.
هذا المحتوى مقدم من مدار 21
