يخلف لجوء عدد من الممثلين إلى منصة تيك توك ، بحثا عن التواصل مع الجمهور في ظل غيابهم عن الشاشات أو لقلة فرص الاشتغال، وأحيانا بهدف الحصول على الدعم الذي يتحول إلى مداخيل مالية، آراء متباينة بين من يؤيد هذه الخطوة ويعارضها أو يختار منطقة الحياد.
ولا تحبذ الممثلة هند السعديدي، على المستوى الشخصي، اللجوء إلى هذه المنصة حتى في حال غياب فرص العمل، لكنها في المقابل ترفض إصدار أي أحكام على زملائها الذين يختارون هذا التوجه.
وتوضح السعديدي، في تصريح للجريدة، أنها تلتمس الأعذار لمن سلكوا هذا الطريق، قائلة: لكل شخص ظروفه الخاصة، وفي غياب قوانين تؤطر المجال الفني وتحفظ كرامة الممثل، يجد البعض أنفسهم مجبرين على اتخاذ هذا الخيار .
من جهته، لا يرى الممثل والمخرج عبد الله فركوس وجود أي إقصاء للرواد أو للفنانين بشكل عام من الأعمال الفنية، معبرا عن قناعته بأن لا أحد يأخذ مكان الآخر في أي عمل.
وشدد فركوس في حديثه للجريدة على أن الجميع يشتغل، وحتى في فترات قلة الفرص يستفيد الفنان من مداخيل الحقوق المجاورة، التي تُصرف مرتين في السنة، غير أن البعض، حسب تعبيره، يتجنب الاعتراف بذلك ويفضل التشكي.
وبخصوص ولوج بعض الممثلين إلى تيك توك ، يؤكد فركوس أنها اختيارات شخصية، والكل حر فيما يفضله، شريطة أن يكون المحتوى محترما ويحترم الضوابط والأخلاق العامة، وألا يسيء لصورة المغرب.
في المقابل، ترى الممثلة سناء العلوي أن الأمر عادي، بل أصبح ولوج منصات التواصل الاجتماعي اليوم ضرورة بالنسبة للممثلين والفنانين، سواء الرواد أو الشباب، خاصة أنها باتت تضاهي، في تأثيرها، الحضور في التلفزيون، بالنظر إلى إقبال الجيل الحالي عليها بشكل أكبر.
ولا ترى سناء العلوي، في حديثها للجريدة، مانعا من ولوجها هي الأخرى إلى منصة تيك توك بمحتوى جيد، معتبرة ذلك خطوة طبيعية لمواكبة العصر ومتطلباته.
من جهتها، تبرر الممثلة أمال التمار لجوء بعض الممثلين إلى هذه المنصة و يوتيوب وغيرهما بالإقصاء والتهميش اللذين يطالان الرواد، لتبقى هذه الوسائط نافذة للتواصل مع الجمهور، بحسبها.
وتضيف التمار: مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت في متناول الجميع، ومن الجيد أن يكون للفنان حضور فيها، وأنا بدوري أتوفر على قناة أسرد من خلالها قصصا واقعية لنساء، انطلاقا من عملي الجمعوي .
وتشدد التمار في تصريحها على ضرورة أن يكون المحتوى هادفا ومحترما، مع تفادي السقوط في فخ البوز وإثارة الجدل، منوهة بالخطوات التي اتُخذت مؤخرا في المغرب للحد من التفاهة.
وتستنكر التمار تهميش الرواد الذين قدموا الكثير للمجال الفني وتم إقصاؤهم، مضيفة: نفقد في كل مرة هرما من أهرام الشاشة، مثل محمد الرزين وعبد القادر مطاع، وهي قامات يجب أن نقدرها ونكرمها في حياتهم .
وبات عدد من الممثلين المغاربة ينشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال فتح بثوث مباشرة للدردشة مع الجمهور، يتلقون خلالها هدايا تتحول إلى مبالغ مالية، في ظل قلة فرص العمل، أو بدافع الرغبة في الظهور والتواصل مع فئات جديدة من الجمهور.
ومن بين الممثلين الذين أثار ظهورهم على هذه المنصات انقساما في آراء الجمهور، الممثلة فاطمة وشاي، وأنس الباز، وعبد الصمد الغرفي، إلى جانب أسماء أخرى.
هذا المحتوى مقدم من مدار 21
