يشير تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون إلى أن المغرب يُعد من أبرز الشركاء الأجانب المستفيدين من برنامج نقل المواد الدفاعية الفائضة (Excess Defense Articles EDA)، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع لدى الدول الحليفة والشريكة للولايات المتحدة عبر توفير معدات عسكرية لم تعد القوات الأمريكية بحاجة إليها بتكلفة منخفضة أو من دون مقابل.
ويؤكد التقرير، الذي صدر في 16 دجنبر الجاري واطلعت عليه جريدة مدار21 الإلكترونية، أن هذا البرنامج يساهم في دعم القدرات الدفاعية لحلفاء الولايات المتحدة، وتعزيز التنسيق في الائتلافات العسكرية، وتحسين قابلية التشغيل البيني للمعدات بين القوات الأمريكية والشركاء الأجانب.
ويبيّن تقرير البنتاغون أن برنامج EDA يسمح للولايات المتحدة بالتخلص من المعدات الفائضة بطريقة منظمة وفعالة، سواء عبر إعادة استخدامها داخليًا أو نقلها للشركاء المختارين، إذ تشمل المعدات التي يمكن نقلها عبر البرنامج طائرات وسفن ومركبات تكتيكية، إضافة إلى أسلحة ومعدات أخرى، بعد التأكد من عدم حاجة الوحدات العسكرية الأمريكية لها وأن نقلها لن يؤثر على الجاهزية العسكرية أو القاعدة التكنولوجية والصناعية الوطنية للولايات المتحدة.
ويشير التقرير إلى أن المغرب استفاد من نقل معدات دفاعية متنوعة، ضمن جهود تعزيز قدراته العسكرية، بما يتيح تحسين جاهزية القوات المسلحة المغربية والتنسيق مع القوات الأمريكية والشركاء الآخرين، مبرزا أن كل نقل يخضع لمعايير دقيقة تشمل تقييم حالة المعدات الفنية، وملاءمتها مع الاحتياجات العسكرية للمملكة، وضمان الاستخدام النهائي وفق التزامات قانونية وأمنية محددة.
وأورد التقرير إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تحدد المعدات الفائضة عبر مراجعات سنوية وإجراءات داخلية دقيقة، مثل مجالس القوات الجوية لتحديد الطائرات الفائضة، ومجموعات عمل الجيش لتحديد المعدات الرئيسية الفائضة، ومراجعات البحرية السنوية للسفن، مبرزا أن البنتاغون تلتزم بمراقبة الاستخدام النهائي للمعدات بعد نقلها، لضمان أن تظل ضمن الأطر المتفق عليها وأن تُستغل وفق الأغراض الأمنية المحددة.
ويؤكد التقرير أن البرنامج يوفر للمغرب فرصة الحصول على المعدات العسكرية الأمريكية بطريقة اقتصادية، سواء عبر المبيعات المخفضة التي تتراوح بين 5 و50 بالمئة من القيمة الأصلية، أو عبر المنح المجانية التي لا تتجاوز قيمتها السنوية الإجمالية 500 مليون دولار بين جميع الشركاء المؤهلين، مسجلا أن الرباط تلتزم، كجزء من الاتفاق، باتفاقيات الاستخدام النهائي والأمن وإعادة النقل لضمان عدم استخدام المعدات في أغراض غير مصرح بها أو نقلها إلى أطراف ثالثة.
ويشير تقرير وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن برنامج EDA يعزز التعاون الاستراتيجي مع المغرب، إلى جانب شركاء آخرين مثل إسرائيل والفلبين وكولومبيا واليونان، ويتيح تطوير الخبرة الفنية للقوات المسلحة المغربية في استخدام المعدات الحديثة، وتحسين جاهزيتها في مواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وحماية الحدود ومراقبة السواحل، وذلك في إطار جهود الولايات المتحدة لتعزيز التحالفات الإقليمية والأمن المشترك.
ويخلص تقرير البنتاغون إلى أن برامج مثل EDA تمثل أداة مهمة لتعزيز التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وشركائها، إذ توفر وصولاً منخفض التكلفة إلى التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وتساهم في بناء قدرات الدفاع الذاتي لدى الدول الشريكة، بما يعزز الاستقرار الإقليمي ويخلق بيئة أمنية أكثر قوة وموثوقية، ويؤكد استفادة الرباط من البرنامج التزامه بتطوير قدراته الدفاعية وتعزيز مكانته كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة.
هذا المحتوى مقدم من مدار 21
