قال الشيخ: "وقع بين يدي فيديو ... "،
ثم استدرك، وقال: "وقعت بين يدي فيديو...هذه الفيديو..."
وظل طوال حديثه حائرا بين لسانه المذكٍّر ووهمه العلمي المؤنِّث.
بين المعرفة التطبيقية التي نسميها سليقة، وبين نقص المعرفة المؤطرة لها علميا.
صاحب هذه الحيرة متمرس بأساليب اللغة العربية التي يُعتبرُ القرآن ركيزة لها ومدارا! ولكن سليقته هذه لم تُؤيَّد بمعرفة صحيحة بقوانين اللغات، فاستسلم للرغبة في الظهور بمظهر من يعرف لغة حديثة/الفرنسية حيث الفيديو مؤنث.
ولو كانت له معرفة أكاديمية بطبيعة اللغة لعلم أن الكلمة المقترَضة من لغة أخرى تخضع لنظام اللغة المستقبِلة، (وإلا ضاعت شخصية اللغة، أيِّ لغة، بين اشتقاقات اللغات الأخرى وانحائها/جمع نحو).
فاللغة نحو وصرف...
من جوامع الكَلِم في هذا الصدد قول ابن جني:
"ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب".
أي يمكنك أن تقترض ما شئت من الألفاظ، أو تختلقها اختلاقا، على شرط أن تخضعها لصرف لغتك ونحوها.
) ابن جني هو صاحب الكتابين ١-:خصائص اللغة، و٢- سر صناعةالإعراب(.
مناسبة هذا التوضيح، إن صح:
سمعت حيرة الشيخ بين سليقته اللغوية ووهمه المعرفي منذ شهور، وعلقت عليها في حينها عدة مرات دون جدوى. ثم لا حظت أخيرا أن بعض المدونين يقلدونه، فبرأت ذمتي.
هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى
