مركز دراسات: تفعيل الحكم الذاتي مدخل لتعميق اللامركزية وحماية الوحدة الوطنية

كشف مركز إشعاع للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية أن اللحظة التي تمر منها قضية الصحراء المغربية لم تعد لحظة نقاش سياسي عام، بل مرحلة انتقال حاسمة نحو هندسة وتفعيل الحكم الذاتي بصيغته الموسعة، بما يجعل من هذا المقترح خيارا دستوريا ومؤسساتيا متكاملا، وليس مجرد مبادرة ظرفية لتدبير نزاع إقليمي.

واعتبر المركز في بلاغ صادر اليوم الخميس 18 دجنبر 2025 بالرباط، أن الرهان المركزي اليوم يتمثل في دسترة الحكم الذاتي ضمن تصور وطني شامل يوفق بين توسيع الديمقراطية الترابية وحماية الوحدة والسيادة، ويحوّل الأقاليم الجنوبية إلى نموذج متقدم للامركزية السياسية داخل الدولة المغربية الموحدة.

وفي هذا السياق، شدد المركز على أن النقاش الحقيقي لم يعد يدور حول مبدأ الحكم الذاتي في حد ذاته، بل حول كيفية تنزيله دستوريا ومؤسساتيا، وحول طبيعة الدولة التي يريد المغرب ترسيخها في أفق اللامركزية المتقدمة، معتبرا أن إدماج الحكم الذاتي في البناء الدستوري يشكل فرصة تاريخية لتحديث الدولة وتعزيز المشاركة المحلية في القرار العمومي.

وأوضح مركز إشعاع أن هذا التحول يفرض توجيه النقاش العمومي نحو ثلاثة مستويات مترابطة، أولها النقاش الوطني الداخلي، خاصة بين النخب الأكاديمية والدستورية، حول موقع الحكم الذاتي داخل المنظومة الدستورية المغربية والسيناريوهات الممكنة لتنزيله، سواء عبر تعديل دستوري، أو قانون تنظيمي مفصل، أو آليات دستورية ضامنة لوحدة الدولة.

أما المستوى الثاني، فيتعلق بالشروط الإقليمية المحيطة بتنزيل الحكم الذاتي، حيث توقف البلاغ عند المواقف الجزائرية إزاء القرار الأممي الأخير رقم 2797، معتبرا أن الخطاب الجزائري يعكس محاولة للالتفاف على التحولات الجديدة التي باتت تميل بوضوح نحو دعم المقترح المغربي، في ظل عجز النظام الجزائري عن التكيف مع المتغيرات الإقليمية والدولية.

فيما يهم المستوى الثالث، أبرز المركز بروز نقاش متزايد داخل الأقاليم الجنوبية وبين النخب الصحراوية، معتبرا أن هذه الدينامية ليست مؤشرا على أزمة أو انقسام، بل تعبيرا عن انتقال طبيعي من مرحلة إعلان المبادئ إلى مرحلة بناء النموذج، حيث يعاد طرح أسئلة التمثيلية، والامتداد الترابي، والعلاقة بين الوحدة الوطنية والتعدد الاجتماعي في أفق تفعيل الحكم الذاتي.

وأشار البلاغ أيضا إلى أن الدفاع عن قضية الصحراء المغربية لم يعد شأنا دبلوماسيا رسميا فقط، بل مسؤولية جماعية تشمل الجامعات ومراكز البحث والنخب الفكرية، من خلال تفعيل الدبلوماسية العلمية والأكاديمية وبناء خطاب معرفي يواكب التحولات القانونية والسياسية للقضية، ويعزز الحضور المغربي في النقاشات الدولية.

وأصدر مركز إشعاع للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية هذا البلاغ من مدينة الرباط بتاريخ 18 دجنبر 2025، على ضوء خلاصات أشغال المنتدى العلمي الثالث الذي انعقد يومي 28 و29 نونبر الماضي بمدينة الداخلة، وتناول رهانات تفصيل وتفعيل مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، في سياق التحولات الوطنية والإقليمية والدولية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية.


هذا المحتوى مقدم من أشطاري 24

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من أشطاري 24

منذ ساعة
منذ 8 ساعات
منذ 12 دقيقة
منذ 9 دقائق
منذ 8 ساعات
منذ 11 ساعة
Le12.ma منذ 9 ساعات
هسبريس منذ 5 ساعات
هسبريس منذ 10 ساعات
هسبريس منذ 16 ساعة
هسبريس منذ 13 ساعة
هسبريس منذ 4 ساعات
هسبريس منذ 10 ساعات
هسبريس منذ 18 ساعة